الخميس، 13 مارس 2014

مؤتمر ضد کل شئ إلا الارهاب

http://www.hambastegimeli.com/%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86دنيا الوطن - أمل علاوي: صحيح أنا ساخر، لکن لم تبلغ بي السخرية الى الحد الذي أصدق فيه بأن هناك نصب للحرية في أميرکا، هکذا قال الکاتب الانکليزي الساخر جورج برناردشو قبل بضعة عقود وهو يلذع الامريکيين بسوط تعليق له بصدد الحرية المتاحة في بلادهم، هذا القول المشهور لبرناردشو خطر على بالي وانا أطالع الانباء بشأن عقد مؤتمر ضد الارهاب في بغداد، والحقيقة إنني أحببت أن أستسمسح هذا الکاتب الساخر لإقتبس من مقولته هذه فأقول، أن مؤتمر بغداد المزمع عقده ضد الارهاب هو في الحقيقة و الواقع ضد کل شئ إلا الارهاب!
منذ أن وصل نوري المالکي للحکم ولحد هذا اليوم، شهدت بغداد(التي يعقد فيها المؤتمر)، موجات إرهابية فريدة من نوعها و حجمها، الى جانب المناطق الاخرى من العراق التي إجتاحتها أيضا موجات من الاعمال الارهابية(تفجيرات و إغتيالات و أعمال أخرى بنفس السياق)، وعلى الرغم من أن حکومة المالکي المعروفة بموالاتها و خضوعها المفرط للنظام الايراني(أم قرى الارهاب)، قد بذلت مختلف جهودها من أجل الايحاء بأن مايجري من أعمال إرهابية في العراق تتعلق بقوى خارجية و إقليمية مختلفة بإستثناء النظام الايراني، في الوقت الذي صارت مسألة تورط النظام الايراني في ملف الارهاب بالعراق و المنطقة أشبه ماتکون بالبديهية التي لاتحتاج الى برهان.

قبل بضعة أشهر، أعلن قائد القوات الامريکية السابق في العراق، بأن النظام الايراني هو الذي يقف خلف تفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء مما أدى الى إندلاع العنف الطائفي في العراق بين عامي 2006 و 2008، خصوصا وان مسؤولين في النظام الايراني کانوا قد أعلنوا قبل هذه العملية الارهابية المشبوهة و في تهديد مبطن للولايات المتحدة الامريکية التي کانت تريد تحديد و تحجيم دورهم في العراق، بأن لديهم خيارات عديدة في العراق لو لجئوا إليها فإنهم سيقلبون الطاولة على رأس الامريکيين، ولم يکن غريبا أبدا حدوث تلك العملية الارهابية بعد فترة وجيزة من هذا التصريح کما لم يکن غريبا أيضا التساهل الامريکي في القبول بدور إيراني بارز في العراق يصل الى حد الشراکة الکاملة.

قوة القدس الارهابية و قوات الحرس و المخابرات الايرانية تعمل کتفا لکتف و کخلية نحل في داخل العراق و هي متواجدة في کل مکان، وهي تقوم بتنظيم و تجنيد العراقيين و کذلك بتدريب و إعداد العرب من جنسيات مختلفة في معسکرات مفتوحة لهم في مناطق نائية من العراق من أجل أن يعودوا بعدها الى أوطانهم ليمارسوا أعمالا تخريبية و إرهابية هناك، کما حدث في البحرين و الکويت و السعودية و اليمن و غيرها.

اولئك الذين يعقدون مؤتمرا للإرهاب في بغداد، عليهم أولا أن يفکوا إرتباطهم بنظام صناعة الارهاب و تصديره في إيران وان يقفوا بوجه نفوذه المترامي في العراق و الذي هو اساس البلاء و جوهره و الداينمو و المحرك الاساسي للعمليات الارهابية في العراق و المنطقة، وهو دلال و مرشد و منسق التنظيمات الارهابية لإرشادها و توجيهها صوب أي مکان تقتضيه مصلحتهم، هذا النظام الذي يقوم بإرسال عصاباته و رجاله في وضح النهار لقتل المعارضين الايرانيين في أشرف و ليبرتي بتعاون و تنسيق من جانب الحکومة الصنيعة و التابعة لهم في بغداد، ولکل هذا، فإن هذا المؤتمر بالامکان الزعم بأنه ضد کل شئ إلا الارهاب، فهو أعجز و أصغر مايکون ليقف بوجهه!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق