السبت، 1 مارس 2014

نداء استغاثة من احد ابناء شهداء مجزرة اشرف

undefinedموقع مستقبل مصر اليوم - ليبرتي – زهير احمد:  أنا حنيف غرمابي الذي سقط والدي شهيدا في مجزرة 1أيلول /سبتمبر 2013 في أشرف بطلقة الرحمة في رأسه وهو جريح مطروح على سرير العلاج في المستشفى واختُطفت والدتي نفس اليوم كرهينة. والدي غادر إيران بعدما أخذت عجلة الإعدامات الجماعية تتدحرج إلى أمام في الثمانينات من القرن المنصرم بأمر مباشر من خميني فإني قضيت أيام طفولتي بعيدا كل البعد عن حب الوالدين وحنانهما.
ومنذ عام 1998 بدأت ممارسة إيذاءات بحقي من قبل المخابرات الإيرانية (اطلاعات) وكنت أعيش دائما تحت استجواب وتهديد مستمرين فكانوا يريدون انفصال والدي من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من خلال ممارستهم الضغوط عليّ. ورغم أنني كنت طالبا جامعيا في إيران ونجحت في كسب الشهادة الجامعية وكنت أعيش عيشا رائعا لكني وبسبب تهديدات وزارة المخابرات المسترة اضطررت مغادرة البلاد وبعد 19 عاما التقيت بأبي عام 2000 في العراق والتحقت به في نضاله وقضينا معا سنوات الحصار والسجن في أشرف وكان لي قدوة في الصمود والنضال.
بطبيعة الحال ان أسمع خبر استشهاد والدي واختطاف والدتي كان علي أمرا غاية في الصعوبة واهتزني كثيرا لأني كنت فقدتهما مرة أخرى، لكن خبر دفن جثمانه سرا من قبل الحكومة العراقية كان أصعب علي بكثير من سمع خبر استشهاده بحيث تمزقت قلبي واختل توازني في اللحظة وصدمت واندهشت من هذه الجريمة الشنعاء التي تتعارض والمعايير الإسلامية والعربية والإنسانية كلها خاصة أنه وخلال أشهر متلاحقة بعد استشهاده كنت أعد الثواني للحظة أقبّل شفتيه و جرحه وأعانقه للمرة الأخيرة لأودعه وأواريه الثرى. 
وبدوري فقد كتبت رسالات كثيرة إلى مسؤولي الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية وطالبتهم بممارسة الضغط على الحكومة العراقية لتقوم باسترداد جثمان والدي الشهيد لكن بكل الأسف أن الصمت المطبق من جانبهم مهد الطريق لجريمة أخرى بيد هذه الحكومة.
وبتوافق مع الحكومة العراقية تم تسليم جثامين الشهداء الأشرفيين الـ52 الذين سقطوا في مجزرة 1 أيلول في أشرف الى فرانسسكو موتا رئيس مكتب حقوق الانسان في يونامي يوم 2 سبتمبر/ ايلول 2013، لكي تبقى في مستشفى بعقوبة الى حين حضور مراقب دولي نزيه في مشرحة بعقوبة لتشريح الجثث.
لا شك أن الحكومة العراقية وبدفنها جثمان الشهداء سرا يهدف إلى ازالة آثار الجريمة وافلات الجناة من المحاكمة والمعاقبة الدوليين. آمل أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بإتخاذ إجراءات عاجلة وضرورية لتشكيل لجنة لائقة لتقصي الحقائق بهدف التحقيق في هذه الجريمة المثيرة للفزع وكيف أن يتم إبادة أناس عزل والتحقيق في هذا الأسلوب المشين من التعامل مع جثث الضحايا وهذا الحد من اللئامة والخساسة حيال عوائلهم، كما وأطالب بالإفراج الفوري عن الرهائن الأشرفيين السبعة الذين يقضون الآن وراء قضبان سجون سرية خاضعة للحكومة العراقية. وآمل كل الأمل أن يصل صوتنا من خلف جدران السجن ”ليبرتي“ إلى مسمع العالم كله وأخاطب أصحاب الضمائر الحية والمؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان أن يناشدوا لإجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف في جرائم ومجزرة واحد أيلول في أشرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق