الأحد، 2 مارس 2014

المرأة الايرانية و مواجهة التطرف الديني

undefined  
الحوار المتمدن-   فلاح هادي الجنابي: منذ قيام النظام الديني المتطرف ذو التوجهات الاستبدادية في إيران، تدفع المرأة الايرانية ضريبة إنسانية مضاعفة عليها، حيث انها تدفع ضريبة التراجع في حقوقها کإنسانة و کمواطنة إيرانية من جانب، وتدفع ضريبة کونها أنثى من جانب آخر.
رجال الدين و منذ أن نجحوا في السيطرة على مقاليد الامور في إيران بعد الثورة التي أطاحت بنظام الشاه، أقاموا نظاما دينيا متطرفا يقوم على أساس مصادرة الحريات و قمع الافکار الانسانية و سلب المرأة الايرانية حقوقها و جعلها مجرد ظل او کائن ثانوي، والذي يجب أن نشير إليه هنا، هو أن النموذج الديني المتطرف القمعي الاقصائي للنساء لم يقف او يتوقف داخل حدود إيران، وانما و بفعل المبدأ الفوضوي(تصدير الثورة)، قام و بأساليب مختلف بتأسيس منظمات و هيئات تابعة له في بلدان المنطقة تدعو لتطبيق أفکاره و مبادئه في هذه البلدان وخصوصا تلك المتعلق منها بالمرأة و تحجيم و تحديد حرية الفکر الانساني و فضائاته الواسعة.

مشارکة المرأة الايرانية الفعالة في إسقاط نظام الشاه و دورها الخلاق بهذا الخصوص، لفت إليها الانظار و أکسبها إحتراما و تبجيلا دوليا و إقليميا خاصا، وفي الوقت الذي کان العالم ينتظر أن يتطور دور المرأة و يتقدم خطوات واسعة للأمام بعد أن حقق الشعب الايراني المعجزة و اسقط نظام الشاه، لکن شيئا من ذلك لم يحصل وانما و على العکس تماما، حيث فرض النظام الايراني و بفعل قوانين تعسفية مستمدة من فکر ديني متطرف، العزلة على المرأة الايرانية و وقف عائقا و حاجزا و سدا أمام أي تطور لها.

المرأة الايرانية و منذ الاعوام الاولى لتسلط رجال الدين و فرضهم نموذج"نظام ولاية الفقيه"، لاقت الظلم الاکبر و ظلت دائما ولازالت مطاردة من قبل هذا النظام الذي يريد أن يعيدها الى القرون الوسطى و يجعلها تعيش کعبد و اسيرة ليس إلا، لکن المرأة الايرانية التي تتميز بوعيها و حسها الثاقب و بعد أن علمت بأنها صارت هدفا اساسيا لهذا النظام، فإنها ومنذ البداية رفضت ذلك و قاومت بمختلف إمکانياتها و قواها هذا النظام و أفکاره المتطرفة، وان لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي تضطلع بدور بناء و مشهود لها في مجال النضال من أجل حقوق المرأة الايرانية و مقاومة تطرف النظام الايراني و تدعو بإلحاح من أجل تأسيس جبهة تضامن النساء ضد تطرف النظام الديني و کذلك من أجل دعم النساء الرائدات في المقاومة الايرانية في مخيم ليبرتي، تقوم في کل سنة في الثامن من آذار عيد المرأة العالمي بإقامة مؤتمر عالمي لها تدعو إليه الشخصيات المناصرة و الناشطة في مجال حقوق المرأة في سبيل إبقاء جذوة مقاومة و مواجهة التطرف الديني في إيران و العالم متقدة دائما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق