الأحد، 20 أكتوبر 2013

النظام العراقي والنظام الايراني يتقدمون الى الفشل بخطى ثابته

للعراق وإيران أهمية إقتصادية كبرى على مستوى العالم والشرق الأوسط. فكلاهما دولة بترولية ضخمة. يدر النفط عليهما بعشرات المليارات من الدولارات سنويا. علاوة على الموقع الجغراقي المهم كرابط بين الشرق والغرب، ووجود الممرات المائية لأغراض الملاحة التجارية، وتوفر المواد الأولية المختلفة التي تشكل قاعدة لبناء هرم صناعي كبير. ووفرة المياه وتنوع مصادرها، والمساحة الجيدة من الأرض القابلة للزراعة التي تسمح بتوسع نطاق الإنتاج الزراعي بما يسد الحاجة المحلية وتصدير الفائض. فمضيق هرمز على سبيل المثال يعتبر من الممرات المائية المهمة في العالم من حيث حركة السفن وحجم تجارة النفط المار من خلاله الذي يصل الى نسبة 40% من النفط العالمي، و90% من صادرات نفط الخليج، وحوالي 50% من حجم تجارة المنطقة مع العالم. كما إنه نقطة وصل بين الخليج العربي وخليج عمان والبحر العربي والمحيط الهندي. ويعتبر منفذا بحريا لخمس دول عربية خليجية لا تمتلك غيره لتصدير نفطها(العراق، الكويت، قطر، الامارات والبحرين).
عندما تتوفر هذه الإمكانات المادية والبشرية بهذا الشكل، فإنها تبشر بنهضة صناعية وزراعية وتجارية كبيرة. سيما إن الواردات النفطية تسمح ببناء رأس مال وطني يكفي الدولة شرور الإستثمارات الأجنبية، ووصايا المؤسسات المالية والنقدية المشبوهة كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير وغيرها. ويقِ الدولة من فخ القروض الأجنبية والفوائد الباهظة الناجمة عنها.
إن هذه المؤشرات الإيجابية لأي دولة وفق المعايير الدولية، تعني إن تلك الدولة خرجت من دائرة الدول النامية واصبحت داخل أو على عتبة الدول المتطورة. أي في طريق التنمية السريعة، وبالتالي فإن شعبها محظوط من كل الأوجه كما يفترض! فقوة الدخل القومي والناتج القومي ينعكسان على متوسط دخل الفرد الذي لابد أن يتناسب الأخير مع الإثنين. والمليارات الواردة والقوة الإقتصادية لابد أن تنعكس بشكل مباشر على رخاء ورفاهية الشعب بأجمعه. هكذا يقول منطق الإقتصاد. وهذا ما نشهده في الدول الأوربية والآسوية ذات المداخيل الكبيرة.
فمستوى الدخل القومي والناتج القومي يتناسبان مع مستوى التقدم الرفاهية، ويعملان بطريقة الأواني المستطرقة، أي يتناسبان طرديا. وفي حال وجود تخلخل في المعادلة ما بين قوة الإقتصاد من جهة ورفاهية الشعب من جهة أخرى، فإن هذه الحالة تعني وجود كارثة وطنية، وليس خللا في إداء المؤسسات الحكومية فحسب. ولتبسيط الصورة. إذا إفترضنا إن دخل أسرة من أربعة أشخاص (4000) دولار شهريا. وأن أجور السكن والخدمات(1000)دولار شهريا. وتكلفة الأكل الشرب والملابس(1500) دولار، على إفتراض إن مستوى السكن والمعيشة جيدة جدا للأسرة. ويخصص للخدمات الطارئة(500) دولار. فإن الأسرة يمكنها أن توفر شهريا ليس ما لا يقل عن(1000) دولار شهريا. أي 1/4 الدخل شهريا.
لكن عندما تجد إن أفراد الأسرة حفاة، ويلبسون ملابس رثة ويأكلون أكلا بسيطا، ويعيشون في كوخ أو بيت من الصفيح، ويضطرون أحيانا للأكل من حاويات القمامة، فإي واحد منا سُيصطدم من هول المفاجأة. ولا يمكن أن نصف تلك الحالة بأنها خلل في إدارة البيت، أو في ميزانية الأسرة أو سوء تصرف الأسرة فقط. إنها جميع هذه المؤشرات وأكثر منها. 
ربما يعتقد البعض إن في هذا الإفتراض فيه مبالغة. لكننا ستثبت له إنها حالة حقيقية وليس من ضرب الخيال. وليس على مستوى الأسرة فقط! بل على مستوى مجتمع كامل، أو بالأحرى على مستوى دول. ولدينا نموذجان واقعيان هما العراق وإيران. ومن المؤسف حقا  أن من يحكمهما أحزاب إسلامية كما تدعي، والإسلام أوجب التكافل الإجتماعي والمساواة العدالة ومحاربة الفقر والجوع والجهل والظلم، وليس ترسيخ هذه السلبيات.
الواردات النفطية الإيرانية كبيرة جدا، ويشكل النفط اكثر من 90% من صادراتها، ورغم أن إقتصادها مثل العراق أحادي الجانب ولكن لها مصادر أخرى للدخل. فهي ثاني دولة بعد روسيا من حيث صادراتها من الغاز. وثاني دولة في منظمة الأوبك في تصدير النفط. وقد اشارت(مجلة الإيكونومست) فی تقاریر لها بأن" إجمالی  الناتج المحلی فی إیران کان 478 ملیاراً و 400 ملیون دولار فی العام الماضی. وسيیصل هذا الرقم إلى  553 ملیاراً و 600 ملیون دولار فی العام الحالی 2013. مسجلا نمواً بقیمة 65 ملیاراً و 100 ملیون دولار". وإجمالي قيمة الإستثمارات مليار و230 مليون دولار فقد صدرت إيران ما قيمته 59.55 مليار دولار من النفط والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي والغاز عام 2010 ،وبلغت الصادرات غير النفطية 19 مليار دولار. وأن معدل قیمة الإستثمارات الأجنبیة المباشرة فی إیران حوالي ملیاری دولار لغاية عام2013. وبلغت الميزانية العامة لنفس الفترة(347) مليار دولار ـ بإعتبار سعر النفط 60 دولار للبرميل الواحد ـ بالتأكيد تعكس هذه الإحصائيات واردات ضخمة لا تتوفر في بعض الدول الأوربية نفسها، مع الأخذ بنظر الإعتبار ان سعر برميل النفط يزيد عن100 دولار للبرميل الواحد.
لكن هل هذه الاحصائيات تعكس الواقع الفعلي لمدى رفاهية ورخاء الشعب الإيراني؟ وهل يحصل المواطن  الإيراني على حصة معقولة ومقبولة من ثروات بلده الهائلة؟
تشير المعلومات المستقاة من مركز الإحصاء الايرانى بأن(47) مليون من مجموع(70) مليون إيراني لا يتجاوز دخلهم اليومي(4) دولارات. وذكرت وزارة الإحصاء الإيرانية بأن في إيران(10) مليون فرد يعيشون تحت خط  الفقر المطلق، و(30) مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر النسبي. وتحتل إيران المرتبة الأولى في فقر شعبها من بين 19 بلد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعامين الحالي والماضي على التوالي. وتصل نسبة الفقر حسب معلومات إحصائية إلى 50%. وبلغ مستوى  التردي في مستوى المعيشة سيما بعد الحصار الذي فرض على النظام بسبب عناده النووي بما لا يقل عن 20% سنويا. ويعاني 58% من الشعب الإيراني من أمراض نفسية كالقلق والإحباط والحزن والتوتر والكآبة مما أنعكس على زيادة حالات الأنتحار والإدمان على المخدرات سيما بين الشباب. تبلغ نسبة التضخم في ايران (40%) وفي بعض القطاعات أكثر، وهذا ما صرح به الرئيس حسن روحاني بأن بلاده تواجه أعلى معدل للتضخم في المنطقة وربما في العالم بأسره، مشيراً في كلمته التي ألقاها أمام نواب البرلمان الإيراني إلى فشل السياسات الاقتصادية للرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد بقوله"التضخم الحالي في البلاد وصل إلى 42%.". وأن نسبة البطالة(27%) من مجمل القوى القادرة على العمل(بطالة مطلقة) ويضاف لها نسبة تقدر بحوالي 34% مما يسمى (البطالة الجزئية). 
بلغت الديون الخارجية(20.5) مليار دولار. كما أن سعر العملة يشهد تدهورا كبيرا، ومن المعروف إن العملة الإيرانية على وشك الانهيار بسبب الحصار المفروض على البلاد، حيث فقدت حوالي 30% من قيمتها في نهاية فترة رئاسة أحمدي نجاد الثانية حسب الإحصائيات الرسمية التي قدمها البنك المركزي الإيراني وهي في هبوط مستمر، وقد اعترف النظام الايراني بهذه الحقيقة! من جهة أخرى تبلغ نسبة الأمية في إيران 48٪ من عدد السكان، فهي بين الذكور 37.7٪، وبين النساء نحو 61٪( راجع موسوعة المعرفة/ايران).
فيما يتعلق بالعراق فقد جاء في المرتبة السادسة لأغنى الدول العربية من حيث اجمالي الدخل والناتج القومي بحسب دراسة بحثية اعدها مركز الابحاث المتخصص (ANEKI)حيث بلغت الواردات لخزينة الدولة (113.9) مليار دولار للعام الحالي 2013. وأشار تقرير للجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات بوزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية إلى أن حصة الفرد العراقي من هذه المليارات(1272) دولارا سنويا فقط، أي(106) دولار في الشهر!
وسنقدم احصائيات سريعة عن الوضعين الإقتصادي والإجتماعي للشعب العراقي دون الإعتماد على أحصائيات الحكومة العراقية لأنها تكذب في كل شيء. مثلا تشير وزارة التخطيط مثلا بأن نسبة البطالة المطلقة(15%) والمقنعة(30%). في حين يؤكد البنك الدولي بأن نسبة البطالة المطلقة حوالي 39% بين الشباب ضمن الفشة العمرية 15-29 عاماً. ونسبة البطالة بين النساء 33%. ويعتبر الإقتصاد العراقي الاكثر تضخما في الاسعار من بين (22) دولة عربية، حيث يبلغ معدله(64.8 %) وفقا لاحصائية عام 2006 الصادرة من قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابع لمنظمة الامم المتحدة.
وحول إنتشار الأمية أكدت وزارة التخطيط العراقية وجود أكثر من(8) ملايين عراقي لا يعرفون القراءة والكتابة، أي حوالي 27% من السكان، وسبق أن أعلن عضو هيئة الأمناء في المركز العراقي للإصلاح الاقتصادي كمال البصري بأن نسبة الأمية تصل إلى 28% من إجمالي عدد السكان في الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر.
وحول خط الفقر تشير الإحصائيات بأن(35%) من الشعب العراقي يعيشون تحت خط الفقر. في حين أشار تقرير للجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات بوزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية إلى أن 23%  من سكان العراق يعيشون في دائرة الفقر، وأن هذه النسبة تزداد في الريف العراقي أكثر مما هي عليه في المدن. لوجود أكثر من(7) مليون فقير معدم، فقد إنتشرت ظاهرة التسول في أغنى بلد في العالم! ودعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى القضاء على ظاهرت التسول في  بيان لها يوم 14تموز العام الحالي جاء فيه" أمانة مجلس الوزراء تؤكد على ضرورة وضع ضوابط قانونية للقضاء على ظاهرة التسول تتضمن معالجة الأسباب"! لا تعليق.
وحول الفساد المالي والإداري أدرجت منظمة الشفافية العالمية العراق ضمن اسوأ دول العالم في الفساد المالي حيث جاء تسلسله في المرتبة (175) من اصل (179) دولة بسبب انتشار الفساد في مؤسساته. وكانت هيئة النزاهة قد كشفت في تقريرها السنوي، للعام عن انخفاض قيمة قضايا الفساد في البلاد من نحو ثلاثة ترليونات دينار عراقي خلال العام 2011 الى نحو 133 مليار دينار خلال العام2012. فهنيئا للشعب العراقي بهذا الإنجاز الرائع! ويتساءل مجلس الوزراء عن أسباب تفاقم ظاهرة التسول! 
كما أصدرت منظمة الشفافية الدولية تقريرا شاملا عن مؤشرات الفساد، وجاء ترتيب البلدين في مؤشرات الفساد عام 2008 كما يلي، العراق في المرتية(171) وإيران في المرتبة(141). وفي مجال الدفاع ذكر التقرير بأن العراق وإيران يمتلكان عدداً قليلاً من الضوابط المعمول بها لمنع الفساد في تمويل قطاع الدفاع والأمن، ولا يقدمان معلومات رسمية عن النسبة المئوية من الميزانية الوطنية التي يتم إنفاقها على البنود السرية، ويمتنعان عن تزويد الهيئات التشريعية بأية معلومات. ونشاط هذه المجموعة ويرمز لها (هـ) محدوداً للغاية مكافحة الفساد، وإنفاذ الضوابط القائمة لمكافحة الفساد السياسي.
وهناك تشابه كبير في سياسة الدولتين في قمع المعارضة الوطنية، وختق الحريات الأساسية وإنتهاك حقوق الإنسان، وتهميش الأقليات الأثنية والمذهبية، وتغليب الولاء الطائفي على الولاء الوطني، وكثرة عدد اللاجئين في دول العالم، وإنتشار الرذيلة والأيدز وتعاطي المخدرات وظاهرة الإغتيالات. كما يتصدر البلدان بعد الصين المرتبة الثانية والثالثة في إعدام مواطنيهم. وفي تقرير الصندوق من اجل السلام ومجلة السياسة الخارجية الامريكية (foreign policy) جاء العراق في المرتبة(11)  ضمن مؤشر الدولة الفاشلة للعام 2013 بل إن دولا مثل أثيوبيا واريتريا وجيبوتي هي أفضل من العراق في مؤشرات الفشل!
المصيبة إن نظام الملالي يعتقد نفسه بأنه نظام نموذجي متقدم، وعلى هذا الأساس الركيك يصدر ثورته الفاشلة لبقية دول العالم وينصح دول أخرى للإقتداء بتجربته! والنظام العراقي الخبل يُخيل له بأن ثورات الربيع العربي إنطلقت من أحضان تجربته الديمقراطية الفاشلة. وينصح الأنظمة الحاكمة للإقتداء بها! والأنكى من هذه وذاك هناك من العرب والعراقيين ممن يدافع عن النظامين الإجراميين بكل وقاحة وقباحة!

لاحل إلا بإسقاط النظام


 يبدو أنه لايزال هنالك من يعتقد بإمکانية إعادة تأهيل النظام الايراني و حل المسائل و القضايا العالقة معه باسلوب الحوار و التفاوض، وعلى الرغم من أن هناك أکثر من دليل و مؤشر مهم على خلاف هذا الزعم الواهي، لکن النظام و عن طريق أبواق و وسائل إعلام و کتاب مأجورين يحاول التأکيد على أن الرئيس الجديد يبذل کل جهده من أجل حل المشاکل العالقة مع المجتمع الدولي و وضع حلول جدية لها. نظام ولاية الفقيه الذي بني في الاساس على الکذب و الدجل و القمع و تصفية و إقصاء الاخر، حاول دائما إستغلال کل الاساليب و الطرق المختلفة في سبيل ترسيخ حکمه الاستبدادي، وسلك نهجا خاصا إعتمد على اللف و الدوران و الضبابية المفرطة کي يحقق أهدافه و غاياته المنشودة، وان مسرحية الاعتدال و الاصلاح التي بدأ بعرضها منذ أيام إنتخاب رفسنجاني کرئيس للجمهورية و رکز عليها في عهد خاتمي، لکنه و خلال فترة روحاني صار يطبل و يزمر لها بکل قوته و بشکل غير معهود، إلا أن الشئ الذي يجب هنا ملاحظته و اخذه بنظر الاعتبار هو أن الشعب الايراني بصورة خاصة و العالم أجمع بصورة عامة، لم يقبض شيئا من مزاعم و دعاوي الاصلاح و الاعتدال في ظل هذا النظام سوى الکلام و الوعود و التنظير، ولهذا فإن الذين ينتظرون خيرا و إصلاحا من هذا النظام انما يعيشون وهما و يلهثون خلف سراب و اوهام ليس إلا.
نظام الملالي الذي يعلم الشعب الايراني قبل العالم کله، أنه نظام لايمکن أبدا أن يسمح بأي متنفس او مجال للتحرك بالاتجاهات الاخرى، يتوجس ريبة من أي تحرك مضاد مهما مکان لونه او شکله او مضمونه، يواجه في هذه المرحلة الحساسة جملة خيارات تسير معظمها بإتجاهات في غير صالحه، خصوصا وان المعارضة الايرانية الفعالة و المؤثرة و المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و طليعتها منظمة مجاهدي خلق، صارت تلعب دورا کبيرا على صعيد الساحة الايرانية و باتت تفرض خياراتها و منطلقاتها و هذا مايثير هلعا و رعبا في داخل اوساط النظام و يدفعها لأخذ الاستعدادات و الاحتياطات غير المسبوقة من أجل درء الخطر الکبير القادم من هذه المنظمة التي سبق لها وان أسقطت عرش الطاووس، إذ أن منظمة مجاهدي خلق و بعد أن أعلنت في بدايات سيطرة الملالي على مقاليد الامور في إيران، رفضها لمشروع نظام ولاية الفقيه و لم تقبل به على الرغم من کل العروض المغرية التي قدمت له، ولما رفضت المنظمة الاغراءات المشبوهة فإن النظام لجأ الى لغة الترهيب و القوة، لکن فات النظام أن هذه المنظمة سبق لها وان جابهت نظام الشاه و لم تنصاع او تستسلم لکل الضغوط و الممارسات الارهابية التي مارسها الشاه ضدها، ولذا فإن المنظمة أصرت على موقفها الحدي الرافض لذلك المشروع الفکري ـ السياسي الذي الممهد لدکتاتورية جديدة تحت ظل الافکار الدينية المسيسة.
مجئ روحاني و الدعايات و المزاعم المبثوثة حوله، تهدف کلها وفي خطها العام الى التقليل من قوة دور و تواجد منظمة مجاهدي خلق في ساحة المواجهات، وان هذه المنظمة التي أکدت مرارا و تکرارا من أنه ليس هناك من حل إلا بإسقاط النظام الديني المتخلف فقط، حيث أن بقائه و استمراره يعني إستمرار حبل الکذب و الدجل و الکذب و التحايل، وان على المجتمع الدولي أن يعلم جيدا بأن روحاني ليس سوى دمية أخرى من دمى النظام يتم إستخدامه لدفع الاخطار و التهديدات القائمة إلا أن العمر الافتراضي لهذا النظام الدجال قد إنتهى و ليس هنالك أمامه سوى خيارين وهما: ترك الساحة بهدوء و اعلان فشلهم و الانسحاب من اللعبة السياسية، أو المواجهة الى النهاية و التي لن تکون لصالحه أبدا، ومن هنا، فإنه ليس هناك من حل عملي و واقعي إلا بإسقاط النظام و إحلال الحکومة الديمقراطية الحرة في مکانه.

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

رسالة السيدة مريم رجوي الموجهة الى مظاهرة الايرانيين الأحرار في نيويورك

مريم رجوي

رسالة السيدة مريم رجوي الموجهة الى مظاهرة الايرانيين الأحرار في نيويورك تجمع الايرانيين الأحرار احتجاجا على مشاركة الملا روحاني في الأمم المتحدة:
أيها المواطنون، يا أصدقاء وأنصار المقاومة!

ان تجمعكم اليوم هو صرخة احتجاج لماذا أمريكا والأمم المتحدة تستقبلان ملا هو شريك في اتخاذ القرارات بشأن مجزرة الأشرفيين، ملا ومنذ تسلمه الرئاسة أعدم في ايران أكثر من 160 شخصا وتم تشديد قمع النساء للتحجب القسري وتم دعم قوات الحرس وتسلط نظام الملالي في سوريا في وقت بالذات أثار فيه تعاون هذا النظام مع النظام الطاغي في سوريا في المجزرة الكيمياوية التي استهدفت السوريين الكراهية العالمية. حصيلة الملا روحاني قد أثبتت أنه لا يوجد تغيير أساسا. ومع الأسف فان الحكومة الأمريكية اعتمدت سياسة تجاه هذا النظام ورئيسه واجهت فشلا مرات عديدة على مدى العقود الثلاثة الماضية. 
اننا ننبههم بأن لا يقدموا ثمن المسايرة والمساومة التي لا نتيجة لها على حساب حياة ودماء أبناء الشعب الايراني البسلاء. اني أريد أن أؤكد بشكل خاص على أهمية وعجالة التحرك من أجل اطلاق سراح المجاهدين السبعة من أشرف. ليس أمامنا متسع من الوقت. وحسب آخر المعلومات المؤكدة انهم الآن في سجن بيد القوات المؤتمرة بإمرة رئيس الوزراء العراقي. 
حكومة نوري المالكي تحاول تجاهلها لموقفهم لكي تمهد الطريق لتسليمهم الى ايران. بينما تتحمل الحكومة الأمريكية وشخص الرئيس اوباما المسؤولية حيال أرواح هؤلاء السبعة. اني أحذر من أن ما يحصل بحق هؤلاء الرهائن سيمهد الطريق لكوارث أخرى. 
وهنا أدعو الرئيس اوباما والسيد بان كي مون الى عدم اتخاذ الصمت أكثر من هذا بناء على مسؤوليتهما واستخدام نفوذهما في العراق لاتخاذ جملة من التدابير الفورية والحيوية بحيث:
1. أن يتم اطلاق الرهائن فورا
2. فريق مراقبة الأمم المتحدة والقوات ذات القبعات الزرق ينتشر ليل نهار داخل ليبرتي. 
3. نقل 17500 كتلة كونكريتية وبقية مستلزمات الحماية الى ليبرتي في أسرع وقت. 
4. أن تؤيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اللجوء السياسي لجميع مجاهدي الحرية في ليبرتي. 
5. أن يتم ضمان حق السكان في ملكية أموالهم المنقولة والغير منقولة في أشرف والسماح ببيع أموالهم. 
6. الأمين العام للأمم المتحدة يضع في جدول أعمال الأمم المتحدة اجراء تحقيق مستقل بشأن مجزرة أشرف في توقيت محدود. 
والآن يسمع صوت واحد الى العالم بدءا من ليبرتي والى السجون السياسية في أرجاء ايران ومن وسط المدن والقرى الايرانية الى ساحات الاعتصام والاضرابات والتجمعات الاحتجاجية التي أقمتموها في اوربا واستراليا وكندا. انه صوت الشعب الايراني الذي يقول ان نظام ولاية الفقيه لا يمكن أن يستمر. واننا سنسقط هذا النظام وبكل أجنحته وزمره و سيتحقق هذا. 
انه من دواعي العار والخجل للأمم المتحدة أن تستقبل رئيسا لديكتاتورية معادية للاانسانية في دورة الجمعية العامة، وهي نظام قد أعدم 120 ألفا من أبناء الشعب الايراني وقام بارتكاب الجريمة ضد الانسانية وعملية الابادة عشرات المرات ويوجه الآن الحرب والمجازر اليومية في سوريا. 
لماذا الأمم المتحدة وبدلا من الدفاع عن حقوق الانسان وباستقبالها أسوأ وأقسى القتلة في عالم اليوم قد استهترت بحقوق الانسان؟ ولماذا الحكومة الأمريكية قد فتحت أبوابها على ملا هو رئيس لأهم مصدر وداعم للارهاب في عالم اليوم. هذا الملا الذي كان شريكا في صميم غالبية القرارات المتخذة بشأن أعمال القمع التي طالت المواطنين الايرانيين منها مجزرة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988 ومجزرة طلاب الجامعات والاعمال الارهابية خارج البلاد والمجزرة الأخيرة في أشرف. 
الحكومة الأمريكية الحالية قد اعتمدت سياستها بشأن ايران منذ قبل حوالي 5 سنوات بعد مد يدها نحو الولي الفقيه الرجعي الا أن رد النظام الايراني كان توسيع الهيمنة والتطرف في المنطقة وتصعيد الارهاب في عموم العالم. بحيث حتى كان ينوي استهداف سفير العربية السعودية حتى في قلب واشنطن. 
والآن الحكومة الأمريكية قد علقت الآمال على هذه الخدع والمراوغات وتتجاهل الحرية والمقاومة وحقوق الانسان في ايران. وعندما لا يوجد أي اعتدال لدى الملالي وحتى التظاهر به، فان هذا المدى من اطراء الثناء له أمر فظيع. لأن هذا الأمر ذهب أبعد من السياسات التقليدية والسلوك المعتمد للمساومة. انه محاولة ديماغوجية للتهرب من دفع الثمن لسياسة صحيحة تجاه الفاشية الدينية الحاكمة في ايران. 
اننا نقول لهم لو استطعتم دفع الملالي الى التراجع عن برنامجهم النووي ولو بقدر خطوة فلا تمكثوا في ذلك. ولكن سياسة غمض الطرف على جرائم هذا النظام وحكومته الصنيعة في العراق أمر مرفوض لذلك أؤكد لا تضحوا مصالح الشعب الايراني من أجل سراب التفاوض. 
يا أنصار المقاومة!
يتواصل الاضراب عن الطعام والاعتصامات في ليبرتي وأهم المدن الاوربية وأمريكا وكندا واستراليا منذ 23 يوما احتجاجا على اختطاف 7 من المجاهدين و قد أثر ذلك على الكثيرين في عموم العالم. 
الواقع أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة قد نكثتا خلال هذه الأعوام تعهداتهما تجاه حماية وأمن المجاهدين مرات عديدة. وانهم الآن يلعبون دور متفرج صامت بشكل فظيع. ولا هدية أفضل من هذا الصمت للخاطفين وأسيادهم في بغداد وطهران. 
وعندما تملصت الديكتاتوريتان في بغداد وطهران من تبني المسؤولية تجاه عمليه الخطف هذه، فان صمت أمريكا والأمم المتحدة يأتي بمثابة انكار ذلك.
أيها السادة! لا تواصلوا هذا الموقف المخجل أكثر من هذا. كونوا مطمئنين بأن جميع التفاصيل خلف الكواليس سوف تنكشف وسوف يمنى جميع الاطراف التي تغمض العين اليوم متعمدا على الجرائم بالاحباط. اني أطلب بالتأكيد من الولايات المتحدة أن ترغم الحكومة العراقية على اطلاق سراح الرهائن. 
اليوم وفي الوقت الذي يعيش فيه الملالي مأزق أزمة السقوط التي استهدفت كيانهم فان هذا الوضع يزيد من هشاشه الوضع الأمني ووهن مخيم ليبرتي بأضعاف خاصة وأن بعد مجزرة أشرف فان المالكي وخامنئي قد ركزا مؤامراتهما وجرائمهما على ليبرتي ووجدا القضاء على مجاهدي خلق ضرورة نجاتهما من أزمة السقوط. 
أيها الأصدقاء الأعزاء!
ان ملحمة الأول من ايلول/ سبتمبر والدماء الطاهرة والهادرة لـ52 بطلا أشرفيا تحمل لجميع أعضاء المقاومة رسالة ناصعة تتمثل في الصمود والقطعية واليقين في اسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق الحرية والديمقراطية. 
أدعو جميعكم الى المضي قدما على النهج المعزز الذي سلكه 52 بطلا من كوكبة شهداء أشرف. 
أدعوكم الى تطوير هذه المعركة ومسك راية أشرف المضرجة بالدماء والنهوض بقلوب عامرة بالعزم والايمان بمئات الأضعاف. 

طموحات إيران تعيش في الماضي السحيق، إيران وأحزان العراق الإيراني


حين كانت تمر على العراقيين والإيرانيين فتراتُ صحوٍ قصيرة لا يعكرها الحكام كانت جموع غفيرة، من الشعبين، تعبر الحدود، كل يوم، زيارة أو تجارة، دون تأشيرات دخول، ولا قيود ولا حدود. وكثيرٌ من أهالي البصرة يعبرون شط العرب يسهرون في عبادان ويعودون آخر الليل. ومطربون عرب عراقيون يُضمنون أغانيهَم عباراتٍ فارسية دون خوف، ومذيعون وموسيقيون ومهندسون في إذاعة الدولة العراقية إيرانيون يحملون الجنسية الإيرانية ويعيشون بيننا ويعملون معنا براحة بال ورضا وأمان.
فالواقع الذي لا مهرب من حكمه أن لجماهير الشعبين مصالح متبادلة متشابكة لا تنفصم، وأوصر قربى ومصاهرة ثابتة وراسخة، مهما تكن العلاقة بين حكام البلدين. إلا أن العراق كان دائما، ومنذ سقوط الدولة العباسية فيه، يتلقى طعنات مسمومة في ظهره من الجارة إيران في كل مرة يتولى فيها السلطة نفر من القوميين الفرس المسكونين بأطماع وأوهام عنصرية خائبة يفسدون بها ذلك الصحو القصير. 



التدخل الفارسي في العراق:
لم يكن السعي الإيراني إلى احتلال العراق وليد السنوات العشر الأخيرة. بل كان قائما من مئات السنين. ينجح مرة ويخيب عشرات المرات، تبعا لما تكون عليه حال العراق وعزيمة أهله وقدرتهم على صد المعتدين.
ولأنه محكوم بجيرته الإلزامية مع إيران وتركيا فإن قدره أن يظل مُستهدفا في وحدة أرضه وشعبه، ومستنفرا للدفاع عن نفسه وأمنه، إلى أبد الآبدين. 
فمن سوء حظه أن يقع محصورا بين جارتين كبرييْن قويتين لم تتفاهما يوما ولم تتهادنا، حتى في أكثر أوقاتهما ضعفا وعجزا عن المكاسرة والاحتراب، وفي أشد حاجة إحداهما للأخرى، وخصوصا في الملمات. 

وهكذا كان تاريخ العراق من قرون، ممرا لجيوش الفرس العابرة لمقاتلة بني عثمان تارة، ومعبرا لجيوش الترك الزاحفة لمعاقبة العجم تارة أخرى. ولهذا كان لابد أن يحتله الفرس حينا، وبنو عثمان حينا آخر. وبين هذا وذاك وجد سُنة العراق أن حمايتهم من أحقاد الفرس (الشيعة) لا تتحقق إلا بالاتكال على العثمانيين (السُنة). والشيء نفسه حدث مع عرب العراق الشيعة الذين استجاروا بأبناء طائفتهم الإيرانيين، طلبا للحماية من العثمانيين. 
ومن هنا تجذر الخلاف الطائفي في العراق، وأصبح عراقيا داخليا. ومع الزمن ومع النفخ القومي الفارسي والقومي التركي خرج ذلك الصراع من إطاره المذهبي الاجتهادي ليصبح دنيويا خالصا، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا  بامتياز.

أطماع قومية لا خلافات مذهبية:
ورغم بعد الزمن عن معارك القادسية  والفتح الإسلامي الذي أوغر صدور القوميين الفرس على العرب الفاتحين، وعلى العراق بشكل خاص، لم تشهد العلاقة بين العراق وإيران حالة صفاء حقيقية مستقرة، في القرن الماضي، حتى وهُما كلاهما خاضعٌ لهيمنة استعمار واحد، هو البريطاني، وفي ظل حكمْين يتسمان بالعلمانية والمدنية، أيام الحكم الملكي في العراق، ونظام الشاه رضا بهلوي في إيران. بل بقيت دولة الشاه، إلى نهاية عهدها، تزرع الشوك تحت أقدام العراقيين، وتنشر فيهم الخوف من حرب آتية، ربما على قطعة أرض أو على ماء. ولم تتوقف حتى بعد توقيع اتفاق الجزائر الشهير بين الشاه وصدام حسين.

وهذا ما يفسر قمعه المتشدد لرجال الدين الإيرانيين، ووقوفه، حازما، ضد محاولاتهم (تشييعَ) الشعب الإيراني والترويجَ لخرافات وممارسات وطقوس طائفية  تخالف نهجه العلماني. لكنه، في الوقت نفسه، كان يشجعهم على عبور الحدود إلى العراق، ويساعدهم على تغذية التطرف الطائفي الشيعي فيه. ومن الثابت أنه كان يمنع اللطم والتطبير في إيران، لكنه كان يأمر بتصدير الخناجر والقامات والسلاسل الحديدية إلى العراقيين. 

القوميون الفرس والتشيع:
وبالعودة إلى بداية التشيع نجد أن القوميين الفرس كانوا أول المتشيعين وأكثرهم تشددا فيه وعداءً لمن يختلف معه في شيء. فقد وجدوا فيه ما يُخفي أحقادهم العنصرية على العرب المسلمين، ويغلفها بحب آل بيت رسول الله، والغيرة على دولة الإسلام، والمطالبة بحق مغتصب، الأمر الذي يسهل تمريرها على بسطاء المسلمين. 
وتسجل كتب التاريخ الإسلامي حادثة وقعت في أعقاب هزيمة الامبراطور الفارسي يزدجرد الثالث في معركة القادسية على يد القائد سعد بن أبي وقاص وسبي بناته الثلاث. 
فقد جيء بهن إلى الخليفة عمر بن الخطاب، في جمْع من السبايا، والإمام عليُ بن أبي طالب عنده. فأمر بإحالتهن مع الغنائم إلى أمراء جيشه المنتصر ليتصرفوا كما كان جرى من قبل. فاعترض الإمام على ذلك، وطالب الخليفة بإكرامهن باعتبارهن بنات ملك، فوافقه الخليفة وفوضه بالتصرف بهن، فأمر بتزويج الأولى من ولده الحسين، والثانية من عبد الله بن عمر، والثالثة من محمد بن أبي بكر. 

وكان ممكنا أن تمر هذه الحادثة العابرة كما مر كثيرٌ غيرُها، ولا تصبح فتنة وبداية صراعٍ مرير يدوم ألفا وأربعمئة عام، فتزهق به ومن أجله أرواح الملايين من الفرس والعرب، جيلا بعد جيل. هذه هي الحادثة التي كانت بداية انعطاف القوميين الفرس نحو الإمام وأولاده من بعده، وبداية تشيُّعهم لآل البيت، كما يزعمون.
أما من أسلم من الفرس وحَسُن إسلامه فقد أذاب الإسلام في نفسه تلك النعرة الثأرية الفارسية ضد أشقائه العرب المسلمين، واعترف لهم بفضل إخراجه من ظلمات الوثنية وعبادة النار إلى التوحيد. لكن كثيرين منهم لم يستطع الدين الجديد أن يغسل قلوبهم من أحقادها. 

الخميني وتصدير الثورة:
ولعل أكثر الحالات التي توحد فيها العامل القومي بالديني الطائفي، بشكل غير مسبوق، هي تلك التي أحدثها انتصار الخميني وقيام دولة الولي الفقيه وبدءُ العمل بنظرية تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى دول الجوار، والتي كان لابد لها أن تبدأ بالعراق ليكون قاعدة انطلاقها نحو دول الخليج العربي في الشرق، وشواطيء البحر الأبيض المتوسط، في الغرب، الأمر الذي أشعل حربا دامية استمرت ثماني سنوات بينه وبين صدام، كانت كافية لتؤسس لحروبٍ قومية مذهبية جديدة في المنطقة لا تنتهي إلا بما كانت تنتهي به من قبل، وهو سقوط الدولة في إيران، من داخلها أو من الخارج، لتهدأ تلك النار، في انتظار اشتعالٍ جديد. 
وفي أعقاب غزو صدام للكويت كان مقدرا أن تدخل قوات جورج بوش الأب إلى بغداد وتسقط النظام. لكن اندلاع انتفاضة آذار واندفاع الإيرانيين للسيطرة على مقدراتها، وانتشار صور الخميني، وظهور مسلحين تابعين للحرس الثوري يقودون جماهيرها جعل دول الخليج تطلب من بوش وقف هجومه، والسماح لصدام بقهر الانتفاضة، خوفا من أن يسقط العراق في يد إيران الطائفية المتشددة، فيشتعل العراق بحروب أهلية مدمرة قد يعبر شرارها إلى دول الجوار. وهكذا تأجل الحلم الفارسي إلى فرصة أخرى قادمة.

وراثة الاحتلال الأمريكي:
حين قام جورج بوش الإبن بغزو العراق وأسقط نظام صدام لم تتخلص إيران من أقوى خصومها فقط، بل سارعت إلى استثمار الواقعة بأقصى حدودها المتاحة، وغير المتاحة أيضا، لتحقيق الحلم المؤجل العزيز. وأول ما فعلته أن قامت بتصحيح أخطائها السابقة التي ارتكبتها في انتفاضة عام 1991، ولجأت إلى سياسة النفَس الطويل، هذه المرة، واستخدمت المراوغة والتقية مع الأمريكان، (أقول لك ما تريد وأفعلُ ما أُريد) للوصول إلى 
ومبكرا وقبل سقوط نظام صدام بعشرين عاما كانت دولة الولي الفقيه قد لفقت مخابراتهُا أحزابا ومليشيات معارضة عراقية، وتولتها بالرعاية، ووضعتها تحت تصرف الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتكون البديل القادم المحتمل لنظام صدام، وبقوة أمريكا نفسها. 

ويعرف الكثييرون من المعارضين العراقيين السابقين كيف هيمن وكلاء إيران وسوريا الأسد على مقدرات المعارضة العراقية كلها، ومؤتمراتها وقراراتها، برعاية أمريكا وتمويلها، وتحت إدارة سفرائها لدى المعارضة، ريتشاردوني وخليل زادة، علنا وعلى رؤوس الأشهاد.
وحين هبط بول بريمر حاصرته إيران بحلفائها العراقيين، أحمد الجلبي، عبد العزيز الحكيم، إبراهيم الجعفري، محمد بحر العلوم، موفق الربيعي، حسين الصدر، وبالقبلات والأحضان الساخنة ومآدب الغداء والعشاء الفاخرة. حتى صار السيد السيستاني مهندس العراق الجديد، لا يستغني بريمر عن هدايته وتجيهاته الغالية.  وشيئا فشيئا، إلى أن سقط الوطن كله في أحضانها مستسلما يطلب الرحمة ويلتمس الأمان.

أشكال التدخل الإيراني في العراق:
مع اول قذيفة أطلقها الجيش الأمريكي، من خارج الحدود، وقبل نزول جنوده على أرض العراق، عمدت إيران إلى ضخ المئات من المسلحين، وفيهم أعداد كبيرة من عناصر الحرس الثوري وفيلق القدس بهيئة معارضين عراقيين عائدين من منفاهم الإيراني إلى الوطن لمعاونة الحكم الجديد على ترسيخ الديمقراطية (المفقودة في إيران ذاتها) ومحاربة القاعدة والإرهابيين الصداميين (السنة)، في حين كان هدفها الحقيقي تسريع هيمنة وكلائها قادةِ الأحزاب والمليشيات الشيعية العراقية على مفاصل الدولة الجديدة، وخصوصا قواتها المسلحة وقوى أمنها وشرطتها واقتصادها وثقافتها، وإبعاد الديمراطيين والعلمانيين الليبراليين العراقيين من امتلاك القرار، وقبل فوات الأوان.
وكانت، في الوقت نفسه، تساعد العصابات الإرهابية (السنية) بالسلاح والمال، وتدربها على تصنيع المفخخات وتفجيرها في الأسواق الشعبية والمدارس والمساجد والحسينيات، من أجل اصطياد عصافير عديدة بحجر واحد، أولها قتلُ أكبر عدد  ممكن من المدنيين في المناطق السنية، وثانيها إقناعُ الشيعة بأن السنة يستهدفونهم بهذه العمليات وإيهام السنة بأن الشيعة يريدون محقهم، وثالثها إربكاك الاحتلال والتعجيل برحيل جيوشه ليتسنى لها أن تملأ الفراغ من بعده في العراق. أما رابعها فهر رغبة النظام الإيراني في إشغال الداخل الإيراني بالحكم القومي القديم، وهو احتلال العراق، لامتصاص ضغوط أزماتها الداخلية المتفاقمة.

أدوات التدخل الإيراني في العراق:
بعد سنوات قليلة هيمن النظام الإيراني مباشرة وبشكل كامل على جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، باستخدام الأحزاب والمليشيات التي ولدت وترعرت وتسلحت وتدربت على أيدي ضباط المخابرات الايرانية، وتمرست على القتل والاغتيال وتجير المفخخات، مستخدمة امكانيات الدولة العراقية  الأمنية والعسكرية والمالية والسياسية الهائلة.
ولتأمين نفقات هذه العمليات المتعددة المكلفة فقد استحدثت المخابرات الإيرانية في العراق عشرات المؤسسات والشركات  الحقيقية والوهمية تحت غطاء البناء وإعمار المراقد المقدسة ونقل الزوار الايرانين والمجال الصحي والهندسي والثقافي. ويقدر عددها حاليا  باكثر من 300 شركة كبيرة ومتوسطة وصغيرة تدار من قبل قوة القدس وباشراف مباشر من قبل قاسم سليماني ونائبه أحمد فروزندة.

وقد استعانت بعراقيين مرتبطين بقوة القدس ويتلقون رواتبهم منها، بالإضافة إلى آخرين، وزراء ونواب ووكلاء وزارات وسفراء وقادة فرق عسكرية وضباط أمن، ما زالوا يحملون الجنسية الإيرانية إلى اليوم وينفذون ما يصدر لهم  من طهران من أوامر وتوجيهات. 

الموقف الأمريكي:
يحار كثير من زملائنا الكتاب السياسيين العراقيين والعرب في تفسير اللغز الشائك المتمثل في إقدام  أمريكا على احتضان الطاقم الإيران العراقي، وهي التي لا تتوقف عن الشكوى المرة الساخنة من إيران، ومن خطرها على أمن المنطقة واستقرارها، ومن رعايتها للإرهاب، واستمرارها في تمويل أحزاب وتجمعات ومليشيات مارقة مشاكسة، وتسليحها، وتدريب المخربين وتصديرهم إلى دول عربية وأفريقية عديدة لإثارة القلاقل وزعزعة الأمن فيها، وخاصة في العراق ولبنان ودول الخليج وفلسطين، إضافة إلى عنادها وإصرارها على الاستمرار في تطوير برامجها النووية العسكرية، رغم كل قرارات الشرعية الدولية وتحذيراتها وإنذاراتها وعقوباتها. 
ويعلم رفاقنا في المعارضة العراقية السابقة بأن أميركا، بُعيد غزو صدام للكويت بقليل، أمدت جسورا علنية مُحكمة مع تجمعات المعارضة العراقية الشيعية المُفبركة في إيران. 
ومنذ الأيام الأولى للغزو، خصوصا في فترة سلطة جو غارنر وقبل وصول بول بريمر، كان الأمريكيون يشاهدون قادة الأحزاب الشيعية وهم يستقبلون، علنا ودون خوف ولا حياء، آلاف المسلحين القادمين من إيران. وليس معقولا أنهم لم يكونوا يعرفون ما يجري في قواعد تلك الأحزاب ومقراتها ومناطق نفوذها. 
ثم تجاهلت القيادة المدنية والعسكرية الأميركية حملات التهجير الطائفي والعرقي التي قامت بها فصائل فيلق بدر وجيش المهدي وحزب الدعوة وحزب الله العراقي وحركة سيد الشهداء الإسلامية وغيرها. 

واليوم، وبعد كل الخراب والظلم والفساد والفصل العنصري والطائفي في العراق على أيدي الحكام الذين تعهدتهم أمريكا بالرعاية، ألا يحق لنا أن نسأل عن سر إصرار الرئيس الأمريكي نفسه ونائبه ووزير خارجيته الحالي ووزيرة خارجيته السابقة على امتداح الديمقراطية في العراق الجديد، وعلى التمسك بنوري المالكي ودعم إدارته الفاشلة وحمايته من السقوط؟

ولو راجع الأمريكيون، ولو بصورة مختصرة ومتعجلة، بعضَ تاريخ الصراع الدموي بين إيران الفارسية المتعصبة لفارسيتها، وبين عراق سومر وبابل وأشور والفتح الإسلامي، ولو اطلعوا على تاريخ الحروب المدمرة التي أشعلها الفرس في العراق، على امتداد ألف وأربعمئة عام،  لعلموا أنهم يراهنون على أحلام غير قابلة للحياة. فلأن طموحات إيران تعيش في الماضي السحيق ولا يمكن تطويعها لروح العصر الحديث، فلن يكون مصيرُها اليوم أو غدا بأفضلَ من مصيرها في العصور السالفة. والمراهن على وهم لن يحصد سوى وهم، وهي سنة الزمن الماشي إلى أمام.

الخميس، 10 أكتوبر 2013

جولة دعائية عراقية في ليبرتي للتغطية على الاخلاء القسري لـ3200 شخص من أشرف بيتهم الذي عاشوا فيه 26 عاما



حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 11 ايلول زار لييرتي وبدون اطلاع مسبق كل من جورج باكوس المستشار السياسي للمالكي وحقي وصادق محمد كاظم (من مسؤولي مجزرتين في أشرف) وجورجي باستين معاون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مع عدد من الدبلوماسيين والمراسلين في بغداد. وحاولت الحكومة العراقية من خلال هذا العرض الدعائي المثير للضحك أن تتستر على واقع مخيم ليبرتي الذي هو سجن حسب أي معيار كان وأن تغطي على الاخلاء القسري لـ 3200 من سكان أشرف وطردهم من مدينتهم وبيتهم الذي عاشوا فيه 26 عاما.


وتأتي هذه المحاولة  البائسة اليائسة رداً  على الكشف المروع الذي قام به مسؤول كبير في يونامي  عن التصرفات القمعية التي تمارسها الحكومة العراقية ضد سكان أشرف بالتعاون مع يونامي و كذلك تأتي ردا على صدور تقرير عن الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة الذي وصف ليبرتي بأنه سجن.

وجاء تنظيم هذه الجولة بشكل مفاجئ للسكان لكي يكشف أقل عدد منهم عن الحقائق على أرض الواقع . وعندما طلب عدد محدود من السكان من الدبلوماسيين أن يخصصوا وقتا للاستماع الى كلماتهم، فقال جورج باكوس ان الوقت قد انتهى وعلينا أن نغادر! كما وبأمر من صادق محمد كاظم وقفت سيارات الشرطة أمام عدد من السكان الذين قد تجمعوا في الشارع وفي طريق خروج الوفد الزائر لحجب رؤية الدبلوماسيين أثناء خروجهم. 

السكان وخلال الفرص القليلة التي تمكنوا من التكلم بالوفد أكدوا أن المعايير الانسانية وحقوق الانسان تنتهك منذ 7 أشهر بشكل ممنهج في ليبرتي. حرية التنقل والوصول الى المحامي غير موجود وأن المحامين والعوائل والبرلمانيين وناشطي حقوق الانسان والمراسلين ممنوع دخولهم الى ليبرتي. 

التحسين الطفيف الحاصل خلال هذه المدة في الحالة الانسانية للمخيم جاء نتيجة حصراً لجهد ونفقات خاصة صرفها السكان. وعلى سبيل المثال فانهم صرفوا حوالي 6 ملايين دولار لتشغيل منظومة الماء وتأمين وقود ليبرتي والفواتير كلها موجودة.
انهم أكدوا أيضا ان العراق وعمليا فقد سلب حقنا في التملك ولا يسمح لنقل ممتلكاتنا من أشرف الى ليبرتي وكذلك لا يسمح أن نبيعها بحرية. فهناك تاجر منتحل تابع للأجهزة الأمنية مسموح له بالذهاب الى أشرف لكي يجمد حصراً ممتلكات وأموال السكان ومنع بيعها.   

الحكومة العراقية تمنع نقل سيارات صالون والعجلات الخدمية ورافعات شوكية والمعدات الطبية وحتى الدراجات الهوائية والمولدات الكهربائية للسكان من أشرف الى ليبرتي فيما هذه الحالات حاجات ضرورية وماسة للحياة اليومية للسكان وأن جميعها عائدة للسكان ومستمسكاتها موجودة. فمنع نقل مولدات ذات سعة 1.5 ميغاواط للسكان تسبب في أن لا يكون هناك ضمان لكهرباء ليبرتي من جهة وزيادة تكلفة الوقود نظرا الى استهلاك المولدات الحالية الى عدة أضعاف من جهة أخرى. كما ان المعدات والمستلزمات الطبية خاصة ونظرا الى أن أكثر من 1100 من السكان هم مجروحون من الهجمات الاجرامية التي شنتها القوات العراقية فأمر حيوي جدا.
كما تمنع الحكومة العراقية حتى توريد الأزهار والورود والشتلات التي يزيد ارتفاعها من 10-15 سم ولا تسمح للسكان بعمل طرق اسفلتة أو اسمنتية في حين يعتبر ذلك حاجة ضرورية للغاية للمعوقين. 

السيد باستين معاون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة قال لسكان ليبرتي ان الوفد اليوم هو وفد تقصي الحقائق ولديكم فرصة لمدة 20 دقيقة لتتكلموا معهم. وقال السكان ان هذا الأمر أمر يستهتر لمفهوم دولي معروف. وان كان الوفد وفدا لتقصي الحقائق ما هو الطرف الذي كلفه وما هو تركيبه؟ ماهو برنامجه وما هو موضوع تحقيقه؟ وان كان الوفد وفدا لتقصي الحقائق يجب أن يستمع الى الضحايا أي سكان ليبرتي الذين هم مشمولون لنقل قسري وأن يزور أشرف بيتهم الذي عاشوا فيه 26 عاماً وأن يروا عن كثب تدني حياتم نتيجة انتقالهم من أشرف الى ليبرتي وأن يكون الوفد حرا في زيارة ليبرتي دون اشراف الحكومة العراقية وأن يتحدث على مهل وفرصة كافية وبدون أي قيد مع أي شخص يريد التحدث معه. 

كما أكد السكان انه لو لم يكن ليبرتي سجناً في واقع الأمر فعلى الأمم المتحدة أن تعلنه بمثابة مخيم للاجئين مع أبواب مفتوحة وأن يسمح لنقل ممتلكات السكان خاصة المولدات والمعدات الطبية وسيارات صالون والعجلات الخد‌مية ورافعات شوكية الى ليبرتي

وزير المخابرات السابق للملالي: الأمم المتحدة مواكبة معنا في القضاء على مجاهدي خلق


ضرورة تقرير شفاف عن علاقات كوبلر ويونامي مع النظام الايراني بشأن مجاهدي خلق وقطع فوري لهذه الارتباطات
مصلحي: أشرف كان نصف احدى مدننا الكبرى، ولازالته توصلنا الى نتيجة بأن عشائر العراق فقدت أراضيها لتطوير أشرف!
دور مجاهدي خلق هو توحيد المجموعات المعارضة والتحالف الاقليمي ويمكن مشاهدة بصماتها في افغانستان والعراق وسوريا ومصر

كبير الجلادين حيدر مصلحي الذي كان وزيرا لمخابرات نظام الملالي حتى قبل أسابيع، أبدى خوفه يوم الأربعاء 28 آب/ أغسطس من الترحيب الشعبي لمجاهدي خلق وأكد في تصريح قائلا: هدفنا احباط النشاطات الدعائية لتبييض مجاهدي خلق.


الاستكبار يريد تبييض أداء مجاهدي خلق ولهذا السبب قد أخرج المنظمة من قائمة الارهاب». وأضاف ان دور مجاهدي خلق «ارساء التوحيد بين المجموعات المعارضة» و«تشكيل تحالف اقليمي ضد النظام الايراني» و«يمكن مشاهدة بصماتها بسهولة في افغانستان والعراق وسوريا ومصر». (وكالة أنباء ايسنا الحكومية ووكالة أنباء قوة القدس – تسنيم ونادي الصحفيين التابع لقوات الحرس).

وأذعن رئيس مافيا  الملالي الذي هو من المقربين لخامنئي ورجل ثقة لديه بأن أشرف «كان يعادل نصف احدى مدننا الكبرى حيث كانت تتوفر فيه امكانيات الترفيه» واعترف بأن اغلاق أشرف وقصة غصب أراضي المزارعين كانت مفبركة من قبل النظام الايراني جملة وتفصيلا. وتابع يقول «في متابعاتنا لازالة معسكر أشرف توصلنا الى نتيجة بأن العديد من العشائر العراقية قد فقدت أراضيها من أجل تطوير أشرف».  غصب أراضي المزارعين الذي فبركه أزلام الملالي في عام 2009 كان حجة لمجزرة نيسان/ أبريل 2011 حيث ارتكبتها القوات العراقية وخلفت 37 شهيدا ومئات الجرحى في صفوف مجاهدي خلق.

كما أكد الملا مصلحي أن ممثل الأمم المتحدة كان متعاونا مع النظام في القضاء على منظمة مجاهدي خلق الايرانية. واستطرد قائلا «نحن الآن في جدال مع الأمريكيين لحسم ملف المنافقين في العراق، فيما حتى الأمم المتحدة مواكبة معنا في القضاء على هذه الزمرة».
وكان سكان أشرف وممثلوهم كما المقاومة الايرانية والمدافعون عن أشرف في عموم العالم قد اعترضوا مرات عديدة منذ أواخر عام 2011 عندما توجه كوبلر الى بغداد بصفته ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة على اشراك الديكتاتورية الدينية في ملف أشرف وليبرتي وقدموا شكاوى ضد ذلك وطالبوا الأمم المتحدة بادانة هذا العمل.

وكان فالح الفياض المستشار الأمني للمالكي قد أكد بعد عودته من ايران في 24 نيسان/أبريل 2012 لقناة العراقية الحكومية «السيد مارتن كوبلر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق أيضا لديه بحث طويل مع الجانب العراقي ومع الجانب الايراني من خلال السفارة الايرانية ومن خلال وسائل أخرى للاتصال مع الجانب الايراني لتوفير مستلزمات التفاهم الذي تم بينه و بين العراق من أجل انهاء معسكر أشرف وانهاء وجود المنظمة على الأرض العراقية خلال هذا العام».
 
من جهته أدلى طاهر بومدرا مستشار يونامي بشأن أشرف يوم 13 ايلول/ سبتمبر2012 بشهادته في جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي تحت القسم وأكد قائلا : «اني أؤيد هنا وأمامكم بأن يونامي لا تمتلك الاستقلالية. أي موضوع فيما يتعلق بأشرف يتخذ قراره في مكتب رئيس الوزراء وبعض الأحيان في السفارة الايرانية ببغداد».

من جهة أخرى كانت اللجنة الدولية للبحث عن العدالة ISJ التي تمثل 4000 من البرلمانيين في جانبي الأطلسي قد أعلنت في بيان أصدرته يوم 9 أيار/ مايس 2012  في أعقاب زيارة كوبلر الى طهران:
«زيارة السيد كوبلر لطهران والتي جاءت بالضبط بعد يومين من نقل خامس قافلة من السكان تثير أكثر من أي وقت مضى مجموعة من الأسئلة والقلق بين التحررين خاصة وأنه قد أكد خلال زيارته الى اوربا في شهر شباط/ فبراير الى الأطراف الاوربية بأن السفير الايراني في العراق قد اشترط زيارته الى طهران بنقل مجاهدي خلق من أشرف كشرط مسبق».

وأضافت اللجنة ISJ تقول: «ان اللجنة تستنكر تصريحات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ”دور بناء للنظام الايراني في العراق” وتحذره من المفاوضة مع النظام الاستبدادي بشأن أشرف وليبرتي».

وأما دانايي فر سفير نظام الملالي في بغداد وأحد قادة قوة القدس الارهابية قال يوم 7 تشرين الأول/ اكتوبر 2012 لقناة العراقية «اجتمعت اليوم مع كوبلر وتحدثنا حول موضوعات أشرف تفصيليا وطرحنا توقعاتنا».

وفي يوم 11أيار/ مايس2012 أصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بيانا أعلنت فيه «التقى ممثلو وزارة المخابرات في نظام الملالي بمارتن كوبلر في فندق لاله بطهران مطالبين باسترداد مجموعة من سكان أشرف الى نظام الملالي». وأضاف البيان: «كما التقى كوبلر بعدد من أزلام وزارة المخابرات تحت عنوان عوائل سكان أشرف».

لا شك اليوم أن اغلاق أشرف وتشريد سكانه وزجهم في سجن ليبرتي وجعلهم عرضة للقصف بالصواريخ والهاونات كانت خطة موجهة من قبل النظام الايراني جملة وتفصيلا. انه عمل اجرامي يناقض بشكل سافر العديد من الاتفاقيات الدولية.

لهذا فان المقاومة الايرانية ومن أجل منع استمرار هذه العملية التي ستؤدي بلا شك الى المزيد من المجازر، تطالب الأمم المتحدة بتقديم تقرير شفاف عن جميع الارتباطات ومفاوضات كوبلر وغيره من مسؤولي يونامي والأمم المتحدة مع النظام المعادي للاانسانية والحاكم في ايران بشأن مصير سكان أشرف وليبرتي وحظر فوري لاستمرار هكذا ارتباطات. انه أمر ضروري لحماية اولئك الافراد المحميين تحت اتفاقية جنيف الرابعة ولاجئين وطالبي لجوء حالتهم تثير القلق حسب تصريح المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.