الجمعة، 28 مارس 2014

دفاعا عن ليبرتي دفاعا عن الانسانية

http://www.hambastegimeli.com/%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86بحزاني - مثنى الجادرجي: يشهد مخيم ليبرتي حصارا قاسيا و فريدا من نوعه بنائا على أوامر و توجيهات خاصة بهذا الشأن من جانب النظام الديني الايراني، هذا الحصار الذي يشمل کل الامور الحياتية و مختلف المجالات، يبدو انه قد وصل الى مرحلة الخطر المؤکد أي التهديد الجدي لحياة السکان و تعريضهم لموت مؤکد، خصوصا وان 18 فردا من السکان قد قضوا نحبهم من جراء الاثار السيئة و السلبية لهذا الحصار.
النظام الدولي الجديد الذي يتباهى بدفاعه عن حقوق الانسان عموما و المرأة خصوصا، يبدو أنه يغط في نوم عميق ازاء الحالة الوخيمة الجارية في مخيم ليبرتي حيث ينتهك فيها حقوق الانسان بصورة عامة و حقوق المرأة بصورة خاصة، ذلك أن الحصار الظالم المفروض على ليبرتي قد تجاوز کل الحدود و المقاييس و صار يلقي بظلاله الداکنة على السکان و يضع حياتهم في مواجهة خطر الموت.

من بين 3000 لاجئ إيراني، هناك 1000 من النساء من بينهم، ويتعرضن لإنتهاکات صارخة لحقوقهن الاساسية فهن يقضين حياتهن في ظروف تشبه ظروف الحرب، إذ يمضين معظم أوقاتهن في داخل خنادق خاصة تجنبا لهجمات محتملة تشن ضدهم في أية لحظة، ويتم معاملتهن بمنتهى القسوة و الخشونة خصوصا عندما يذهبن الى خارج المخيم أحيانا لغرض المعالجة الطبية، لکن و لحد الان و على الرغم من أن 18 لاجئا و لاجئة إيرانيين قد ماتوا بسبب تأثيرات و تداعيات هذا الحصار غير الانساني، فإنه لم يتحرك المجتمع الدولي بالصورة المطلوبة و المناسبة وانما ظل يتصرف بمستوى و صورة تسمح لحکومة المالکي و لنظام الملالي في إيران من خلفه بالتمادي أکثر في حصارهما الجائر هذا.

ان التغاضي عن هذا الانتهاك الصارخ لمبادئ حقوق الانسان و السکوت عن تعريض حياة 3000 لاجئ إيراني معترف بهم من قبل الامم المتحدة و المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يعني منح الشرعية لهذا الحصار الهمجي الوحشي على هؤلاء اللاجئين، خصوصا وان النظام الايراني وعندما رأى حالة من التجاهل و الصمت حيال الحصار الجائر المفروض على مخيم ليبرتي، عمد الى الطلب من حليفه في الاجرام و الاستبداد أي النظام السوري أن يطبق نفس الحالة على الشعب السوري و خصوصا في الاماکن التي تحاصرها قواته، وان المسؤول الوحيد عن کل هذا يبقى المجتمع الدولي الذي يجدر به العمل و التحرك ضد هذا الحصار المنافي و المناقض للقوانين الدولية المعمول بها، لأن القضية تتعلق اساسا بالانتصار لحقوق الانسان ومن هنا فإن الدفاع عن مجاهدي خلق في ليبرتي هو دفاع عن الانسانية نفسها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق