الخميس، 13 مارس 2014

طبع النظام يغلب التطبع مع المجتمع الدولي

http://www.hambastegimeli.com/%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86دنيا الوطن - أمل علاوي:  الانباء التي تحدثت عن تقدم طفيف على مسار مفاوضات مجموعة خمسة زائد واحد مع النظام الايراني، ليس کافيا لکي يمنح ولو شئ من الضمانات عن إحراز النجاح في نهاية هذه المفاوضات، ذلك أن التصريح الاخير الصادر عن مرشد النظام بخصوص عدم ثقته بالتوصل الى نتيجة من وراء هذه المفاوضات، وکذلك الاشارات التي أطلقها وزير الخارجية ظريف بشأن أن هناك خطوط حمراء في المشروع النووي، تدفع أکثر للإعتقاد بعدم إمکانية التوصل الى إتفاق نهائي حاسم في خضم هکذا أجواء و تصريحات.
مراجعة و متابعة الاوضاع العامة للنظام الايراني و کذلك تصرفاته و نشاطاته التي يقدم عليها في العراق و سوريا و لبنان و حتى غيرها، تؤکد بأن النظام يحاول جاهدا الاحتفاظ بنفوذه في تلك المناطق و إستخدامها کأوراق ضغط و مساومة خلال المراحل القادمة من المفاوضات، ولعل التوتر الحاصل في العراق من جراء تطورات الاوضاع في الانبار من جراء تصعيد ملفت للنظر من جانب رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي، والتي صارت تثير الشك و الريبة لدى مختلف الفرقاء السياسيين في العراق، هو توتر يهدف بالاساس الى تکريس دکتاتورية المالکي و جعلها أمرا واقعا و السعي لفرضها على الاخرين، خصوصا وان هناك تقارير متباينة تشير الى نوايا واضحة للمالکي و النظام الايراني من خلفه، لإحتواء الکثير من الاطراف السياسية و جعلها تقبل بأوضاع خاصة بنائا على تحرکات و نشاطات جديدة على الارض للمالکي يبسط من خلالها نفوذه و يفرض نفسه على الجميع.

من جانب آخر، ماأکده خبراء من أن النظام الايراني قد ضاعف أعداد قادته المميزين للحرس الثوري في سوريا، ولازال يمعن في تقديم الدعم بمختلف أنواعه للنظام السوري، وان کل هذا وراء عدم تقديم النظام السوري أي تنازلات في محادثات جنيف، خصوصا وان ورقة النظام السوري و بحکم تأثيراتها على عدة أصعدة و أهميتها و حساسيتها لمختلف الاطراف، من الممکن جدا أن تکون ورقة مؤثرة في محادثات جنيف وقد تساعد النظام الايراني کثيرا، ولهذا فإننا نرى إصرار النظام الايراني على إستمرار دعمه للنظام السوري و عدم تخليه عنه لأنه يدرك قيمته و أهميته بالنسبة له في تحديد شکل و مضمون المعادلة السياسية في المنطقة.

النظام الايراني الذي بني و تأسس من البداية على فلسفة تصدير المشاکل و الازمات و القلاقل للآخرين و إستخدم هذه الفلسفة بصورة مستمرة طوال 35 عاما المنصرمة حتى صارت طبعا اساسيا من طباعه، فإنه من الصعب جدا أن تقود محادثات جنيف الى مفترق جعل النظام يتطبع بنهج تعاملي جديد من جراء تعاطيه مع المجتمع الدولي، وان النظر الى سياق و توجه المفاوضات و ماحققته لحد الان و ازاء ذلك، نشاطاته الموازية لذلك في سوريا و العراق و لبنان و دول المنطقة الاخرى، تؤکد بأن الطبع العميق لهذا النظام سيغلب حتما هذه التطبع الضحل، وانه ومن دون لجوء المجتمع الدولي الى تبني نهج أشد في مفاوضاته مع النظام الايراني، فإنه لن يحقق أية نتيجة بل وحتى يعطي أکثر من فرصة ذهبية لهذا النظام کي يحقق المزيد من التقدم في مشروعه النووي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق