الجمعة، 28 مارس 2014

حصار حتى الموت

http://www.hambastegimeli.com/%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86فلاح هادي الجنابي-  الحوار المتمدن:  8  شاحنات محملة بالمواد الغذائية و الادوية و مواد أخرى سمح النظام السوري بدخولها من مجموع 79 شاحنة، في وقت يتابع العالم کله بقلق الاوضاع المأساوية للمحاصرين من قبل النظام السوري و تدهور أحوالهم الى أسوأ مايکون، وذلك يعني کما يبدو واضحا إمعانا في التضييق على المحاصرين و إستمراره حتى نهاية المطاف أي يلاقوا حتفهم.
هذا المشهد المأساوي الذي يوضح مدى إيغال النظام السوري في إرتکاب الجرائم ذات الطابع المعادي للإنسانية، هو في الحقيقة و الواقع ثمرة التنسيق و التخطيط و التعاون المشترك بين النظام السوري و النظام الديني القمعي الحاکم في طهران، حيث أن القمع و الدکتاتورية و مصادرة حقوق الشعب تجمعهما في جبهة سوداء واحدة تعادي الافکار و المفاهيم الانسانية و تطلعات الشعوب نحو الحرية.

النظام الديني الايراني الذي يتميز بتجربته الکبيرة و باعه الطويل في مجال إستخدام و إستحداث و إبتداع طرق و اساليب و وسائل القمع و الابادة و الکبت و الحرمان، لايخفى على أحد مخططاته و ممارساته الجائرة ضد اللاجئين الايرانيين المقيمين في العراق، وخصوصا في مجال تشديد الحصار الغدائي و الدوائي عليهم، إذ انه"أي النظام الايراني"، وبحکم تحالفه و علاقاته الواسعة جدا مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي، فقد طلب من الاخير فرض حصار عليهم شمل مختلف الامور، ولکن شهد هذا الحصار تطورا ملفتا للنظر مع بدء العام الجديد، بعد أن إزدادت التحذيرات الدولية للحکومة العراقية من شن هجمات جديدة ضد المعارضين الايرانيين و کذلك بعد ان إزدادت المطالبات بشأن إجراء تحقيق دولي محايد لهجوم الاول من أيلول 2013، الذي وقع على معسکر أشرف، ويبدو أن حذر حکومة المالکي من شن هجمات جديدة لم يکن يعني بأنه سيدع اللاجئين الايرانيين و شأنهم وانما و بنائا على تنسيق و تشاور و تفاهم مشترك مع النظام الايراني، قام بتشديد الحصار الى الدرجة القصوى، وهو أمر لفت أنظار الاوساط المعنية بحقوق الانسان لما فيه من خطر جدي يهدد حياة و سلامة اللاجئين، لکن الذي يجب أخذه هنا بنظر الاعتبار، هو أن الحکومة العراقية تتصرف وکأن کل شئ على مايرام و تسعى للإيحاء بأنها تعامل السکان وفق القوانين و المعايير الدولية.

ويبدو واضحا أن الذي يجري في سوريا من حصار جائر مفروض على المحاصرين هنا، هو سيناريو مستنسخ من الحالة الجارية في العراق للمعارضين الايرانيين في مخيم ليبرتي، أي فرض حصار جائر مستمر حتى النهاية أي الموت، واننا نرى بأن التحذيرات و المطالبات الدولية لن تکون مجدية و مفيدة فيما لو لم تقترن بخطوات دولية جدية من أجل مد يد العون للاجئين الايرانيين و المحاصرين السوريين و الحيلولة دون تحقيق مخطط الحصار الجائر هذا لأهدافه المشبوهة و اللاإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق