السبت، 1 مارس 2014

حتى في موتهم يخيفونهم

undefinedدنيا الوطن - نجاح الزهراوي: إکرام الميت في دفنه کما جاء في الحديث النبوي الشريف، ودفنه کما هو معروف و مألوف و متبع في مجتمعاتنا الاسلامية، يجب أن يتم بحضور أهله و معارفه، وليس من قبل أغراب او أناس لايقربون لهم بصلة ما، لکن الحکومة العراقية برئاسة نوري المالکي، لاتأخذ بهذه الاعتبارات و تتصرف وفق مزاجها و طريقتها الخاصة الخاضعة في الاساس لنفوذ النظام الايراني و اهوائه.
قيام الحکومة العراقية بدفن جثامين الضحايا ال52 للهجوم الوحشي الذي جرى على معسکر أشرف في 1/9/2013، في مکان سري و دون حضور أهاليهم أو أقاربهم و معارفهم يعتبر تصرفا بعيدا عن الاسلام و تعاليمه السمحة من جهة، وعن القيم و المبادئ الانسانية المتعارف عليها، خصوصا وانه و على الرغم من مضي أکثر من 164 يوما على متابعة ممثلي و محامي سکان ليبرتي و المدافعين عن حقوق الانسان و عوائل الضحايا ال52، من أجل إستلام جثامينهم، لکن الحکومة العراقية و بدلا من تلبية هذا المطلب المشروع من کل النواحي، لجأت الى طريقة مشبوهة، ومن الواضح جدا انها قد لجأت الى هذه الطريقة من أجل إخفاء بشاعة جريمتها لأن معظم هؤلاء الضحايا قد تم قتلهم بطريقة أقرب ماتکون لتنفيذ حکم إعدام صادر بحقهم حيث کانت أياديهم مقيدة الى الخلف و أعينهم معصوبة في حين تم إطلاق الرصاص على رؤوسهم و تحديدا في جباههم.

قضية سکان أشرف و ليبرتي، التي هي اساسا قضية تتعلق بمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة بقوة للنظام، لأن معظم السکان هم أعضاء في هذه المنظمة، تمثل واحدة من أهم المشاکل الکبيرة المستعصية التي تقف بوجه النظام الايراني منذ ثلاثة عقود، و ان النظام يحاول بمختلف الطرق و السبل و الوسائل حسم ملف هؤلاء السکان عن طريق القضاء عليهم وفق أي سيناريو کان، ومن المعلوم و الواضح أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي، الذي قد ذهب بعيدا جدا في علاقته و تحالفه المشبوه مع النظام الايراني، قد جعل هذه القضية من أولوياته و يبذل کل مابوسعه من أجل أن تلبي آمال و طموحات هذا النظام، لکن المالکي الذي يبدو تماما انه يجهل جهلا مطبقا ماهية و جوهر الصراع بين الطرفين من جانب، و قوة و مبدأية أعضاء المنظمة و صلابتهم و مقاومتهم الاسطورية للنظام من جانب آخر، وهو لايعلم انه تماديه في هذه القضية قد کلفته الکثير من سمعته و سمعة حکومته و قائمته البرلمانية، لأن إرتکاب کل هذه الجرائم و المجازر بحق أناس عزل لمجرد کونهم معارضين للنظام السياسي في بلادهم، مسألة تثير الکثير من الشکوك و التوجسات.

حتى في موتهم، يبقى أعضاء منظمة مجاهدي خلق أقوياء و بسلاء و مقاومين و يخيفون و يرعبون أعدائهم، ولهذا ترى أعدائهم يلجأون الى طرق ملتوية و لاإنسانية في التعامل معهم وهم أموات، ذلك أن جثامينهم بحد ذاتها تبدو کمستندات و مستمسکات قانونية تفضح وحشية و عدوانية النظام السياسي القائم في بلدهم و من يسايرهم او يخضع لهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق