الخميس، 1 مايو 2014

طريق يقود لإيران الغد

دنيا الوطن - محمد رحيم:  ترکيز المقاومة الايرانية خلال الاعوام الاخيرة على ملف حقوق الانسان في إيران بصورة رئيسية بحيث جعلت الملف النووي يأتي في المرتبة الثانية من حيث الاهمية، يعطي إنطباعا بحساسية و خطورة هذا الملف و کونه يمثل کلمة السر الاساسية لفتح بوابات طهران أمامها.
المجتمع الدولي و طوال الاعوام الماضية کان يؤکد و بشکل ملفت للنظر على الملف النووي و يعطيه الافضلية على معظم الملفات الاخرى في القضية الايرانية، لکن المقاومة الايرانية التي تتميز بخبرتها و حرفيتها و تجربتها الطويلة بشأن نقاط الضعف و القوة لدى النظام الايراني، أعطت ملف حقوق الانسان الافضلية إستنادا على مجموعة تبريرات و أسباب منطقية طرحتها و شرحتها على الدوام في أدبياتها و مواقفها المختلفة.
ملف حقوق الانسان، إکتسب الافضلية لدى المقاومة الايرانية للأسباب التالية:
ـ نظام ولاية الفقيه يعتمد اساسا على مبدأ الاستبداد و إقصاء کل رأي مخالف، وهو يجد إستمراريته و دوامه في عدم وجود آراء و مواقف مخالفة له لانها تفقده المعنى الاعتباري و المعنوي القائم على أساسه، خصوصا وانه عندما إتخذ الدين وسيلة لبلوغ غايته فإنه يؤکد من خلال ذلك أن المعارض للنظام هو محارب ضد الله و لذلك يستحق الموت!
ـ تقوم الماکنة الدموية و المجازر التابعة للنظام الايراني، بإنتهاکات فريدة و لانظير لها في مختلف أنحاء العالم في قضية حقوق الانسان، وان الارقام المعلنة للإعدامات و الممارسات الوحشية التي يقوم بها هذا النظام و التي أثارت سخط و غضب المنظمات المعنية بحقوق الانسان و دفعتها لإصدار أکثر من 60 إدانة دولية بحقها، هي في الحقيقة أرقام لايمکن الجزم بأنها الارقام الحقيقية ذلك أن النظام يقوم بتصفيات و إعدامات و عمليات قتل أخرى بطرق و اساليب مختلفة ولايعلن عنها لأسباب تتعلق بسمعته و إعتباره و تخوفه من مغبة قرارات دولية قد تصدر بحقه، ويمکن الجزم بأن الارقام الحقيقية أکبر بکثير من تلك الارقام المعلنة و التي يمکن إعتبارها أرقام متواضعة ازاء الارقام الحقيقية و الواقعية.
ـ الممارسات و التجاوزات القرو وسطائية و الوحشية للنظام بحق المخالفين لو توفرت الارضية المناسبة و سمح لأولئك الذين نجوا لأسباب او أخرى من الموت، لکي يشرحوا و يتحدثوا عن الانتهاکات البربرية التي مارسها النظام بحقهم للرأي العام الدولي و يوضحوا حقيقة و واقع المأساة الجارية بحق الانسانية في إيران.
لهذه الاسباب و غيرها، فإن ملف حقوق الانسان هو الملف الاهم و الاخطر من حيث تشکيله تهديدا للنظام و إمکانيته في سحب البساط من تحت أقدامه، وان القرار الاخير الذي أصدره البرلمان الاوربي في 3/4/2014، بشأن استراتيجية الاتحاد الاوربي تجاه النظام الايراني و الذي يمهد لاسلوب جديد في التعامل مع النظام الايراني يأخذ ملف حقوق الانسان بنظر الاعتبار و يمنح له السلطة و القوة في رسم شکل العلاقات السياسية و الاقتصادية بين الطرفين، ومن البديهي ان هذا القرار الاوربي من المتوقع انه سيشکل بداية لإصدار سلسلة قرارات دولية مشابهة ضد النظام الايراني وهو لو وصل الى حد المطلب و الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه المقاومة الايرانية بإحالة ملف حقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي، فإن الطريق سيکون ممهدا أمام المقاومة الايرانية للذهاب الى إيران و هي مکللة بالغار!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق