الخميس، 1 مايو 2014

لامصداقية للنظام الايراني

وكالة سولا پرس - عبدالله جابر اللامي..... هناك موقفان ملفتان للنظر تم الافصاح عنهما من جانب النظام الايراني، مؤخرا سلطت الاضواء مجددا على الطابع و الاسلوب الملتوي الذي يتحرك من خلاله النظام من أجل تحقيق أهدافه الخاصة. الموقف الاول خاص برئيس الجمهورية حسن روحاني الذي أعرب في آخر تصريح عن الامل في قرب التوصل الى إبرام الاتفاق النهائي مع مجموعة خمسة زائد واحد، لکنه لمح أن ذلك مرتبط بتلك الدول و مراعاتها لما أسماه حقوق الشعب الايراني
مؤکدا بأن"الطرف الاخر لو يتحرك في الاطار الدولي و صون حقوق الشعب الايراني فيمکن التوصل الى نتيجة." لکن روحاني الذي يضع شرطا يشم منه منذ الان رائحة التهرب من الانقياد للشروط و المطالب الدولية الخاصة بملفه النووي المشبوه المثير للجدل، إذ أن مايسميه حقوق الشعب الايراني يخبئ بين دفتيه النوايا والاهداف الخاصة المبيتة للنظام بشأن مشروعه النووي. الموقف الثاني المعلن عنه من جانب النظام، کان من قبل موقع الحرس الثوري للنظام و المسمى(تابناك)، حيث أعلن الحرس الثوري و بصورة واضحة جدا إستعداد النظام الايراني للتخلي عن نوري المالکي رئيس الوزراء العراقي على الرغم من کل تلك الخدمات التي قدمها لهم، من خلال تأکيد هذا الموقع و بصورة أشبه ماتکون برسالة قوية موجهة ضد المالکي بأن لاأحد في العراق يريد المالکي! هذا الموقف الذي لو قرأنا ماقد خبئ بين السطور، لوجدنا بأن النظام قد أدرك بأن نوري المالکي قد إستنفذ الغرض و الهدف الذي إستخدموه من أجله وان بقائه لن يکون في صالح طهران لأنه سيشکل عبئا و مصدر مشکلة و ضغط سياسي و امني عليها، ولهذا فإن على المالکي أن يفهم بأن النظام قد لمح والانتخابات لم تضع أوزارها بعد الى نيته الاکثر من واضحة بالتخلي عنه و عدم منحه مزيدا من الدعم للبقاء لولاية ثالثة. مايجب أن نفهمه و نستنجه هنا عن المالکي، انه من الممکن جدا أن يکون قد فهم موقف النظام من نظام بشار الاسد بصورة خاطئة او فسرها بسياق لايتفق من المقصد و الغاية الحقيقية لطهران من وراء دعمها المطلق الواسع للأسد، إذ أن سقوط الاسد يعني سقوط النظام السوري برمته وذلك يعني فتح ثغرة کبيرة جدا في جدار التحالف الاستراتيجي لطهران ـ دمشق ـ حزب الله اللبناني يمهد لنهاية ليس حزب الله اللبناني الذي سيختنق وانما حتى سقوط النظام الايراني نفسه، لکن عدم ترشح المالکي لولاية ثالثة لايعني بالمرة إلحاق أي ضرر استراتيجي بالنظام او بنفوذه في العراق و المنطقة، کما أن عدم ترشح المالکي او حتى خسارته لاتعني أبدا ان النظام الايراني لايوجد لديه بديل او وجه آخر غير المالکي، بل أن إبقاء المالکي في ظل هکذا ظروف و اوضاع قد تکون لها نتائج عکسية على طهران، ولذلك فقد تم الاعلان عن هذا الموقف السابق لنتائج الانتخابات من أجل ضمان مصالح و نفوذ النظام في العراق. لامصداقية للنظام الايراني في مواقفه و إلتزاماته تجاه تعهداته الدولية و تجاه حلفائه الاخرين فيما لو وجد في ذلك ضررا او تأثيرا سلبيا سيلحق به من جراءه، وان الامثلة کثيرة لذلك، وهو أشبه مايکون بالعقرب او الافعى المتربصة التي قد تلدغك في أية لحظة او مثل الذي يمتطي حيوانا مفترسا سرعان مايفترسه إذا نزل من على ظهره، وان التحذيرات الکثيرة التي أطلقتها المقاومة الايرانية و التي أکدت فيها أن هذا النظام لايهمه شئ في العالم سوى تحقيق مصالحه و أهدافه وان أي إتفاق او تعهد او إلتزام لايمکنه أبدا جعل هذا النظام مثاليا و يدعه أن يتخلى عن أهدافه الخاصة، وان بقاء هذا النظام يعني بقاء مصدر و منبع للمشاکل و الازمات و القلاقل و الاضطرابات في المنطقة ولاخلاص او فکاك من هذه المشاکل و الازمات و الاضطرابات إلا بإنتهاء هذا النظام و إختفائه من الوجود! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق