الخميس، 15 مايو 2014

بدأت لعبة القط و الفأر

دنيا الوطن - علي ساجت الفتلاوي: مع إقتراب موعد اللحظات الحسامة في تحديد سياق و مصير المفاوضات المرتبطة بالملف النووي الايراني، تزداد المناورات المرتبطة بالاثارة و الغموض من جانب النظام الايراني، والذي هو الطرف المعني بالامر، ولعل التقارير التي تحدثت عن بلاغ تقدمت بها أطراف من المعارضة الايرانية للوکالة الدولية للطاقة الذرية في فينا عن معلومات تتعلق بالمشروع النووي الايراني، لايمکن أن تبعث على السرور بالنسبة لطهران!
التقارير هذه التي أکدت عن وجود مواقع لم تتمکن الوکالة من الوصول إليها، ومن بينها مناطق عسکرية، قالت المعارضة الايرانية ان يوجد فيها أجزاء من البرنامج النووي المثير للجدل، والذي يعتقد انه يمکن أن يتحول من مجرد برنامج سلمي الى برنامج عسکري، تزيد من مخاوف المجتمع الدولي خصوصا وانها تأتي متزامنة مع المواقف المتشددة الاخيرة التي أعلنها مرشد النظام و رئيس الجمهورية، والتي تمهد لمزيد من المناورات و الدوران في الحلقات المفرغة.
هذه التقارير التي فيها معلومات تدخل في تفاصيل دقيقة و مثيرة تلقي الاضواء على الجوانب السرية من المشروع النووي و تؤکد حقيقة المخاوف و تبرر أسبابها، سوف تساهم في دفع الامور في الجولات القادمة من المفاوضات الى المزيد من الغموض و الضبابية و التي بدورها قد تقود الى مفترقات و منعطفات غير محمودة النهايات ولاسيما وان النظام الايراني يعارض دائما أي رقابة او تفتيش مباشر او طارئ کما يرفض إبداء أية ليونة من شأنها أن تمنح الراحة و الطمأنينة للجتمح الدولي بحقيقة ان المشروع النووي هذا هو مشروع سلمي لايتجنب أية جوانب عسکرية.
منظمة مجاهدي خلق التي دأبت منذ عام 2002، على تقديم تقارير و معلومات هامة و حساسة للمجتمع الدولي بصدد البرنامج النووي الايراني و التي لفتت العديد منها أنظار المجتمع الدولي و أخذت مقدارا کبيرا من إهتمامه لما تضمنته من دقة و مصداقية في المعلومات، هي بنفسها تعود اليوم لتثبت للمجتمع الدولي من خلال معلومات جديدة أخرى، بأنه لايمکن أبدا الوثوق بهذا النظام المراوغ و المخادع الذي أرهق المجتمع الدولي بمحادثات مطولة و مملة لايبدو أنها تفضي الى نتيجة وانما تدور في محاور کلها لاتقدم أي شئ جديد سوى الکلام و الوعود و المواعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق