الخميس، 1 مايو 2014

وقتلوا مقاوم آخر بحصارهم الظالم

وكالة سولاپرس-  حسيب الصالحي....... يوم الاثنين 28نيسان/أبريل2014، وعلى أثر جلطة قلبية، توفي في المرکز الصحي العراقي في مخيم ليبرتي محمد بابايي أحد سکان مخيم ليبرتي بسبب آثار و تداعيات الحصار الطبي و الدوائي المفروض على المخيم وبذلك فقد وصل عدد الذي سقطوا من جراء الحصار الى 19 فردا. محمد بابايي الذي ماطلت السلطات العراقية في مخيم ليبرتي کثيرا في إحالته الى المستشفى و تعمدت تأخيره لأکثر من مرة بأعذار واهية تصب اساسا في مصلحة النظام الايراني و مخططاته، فإن حالته قد ساءت کثيرا بسبب حاجته الماسة للعلاج، حتى قضى نحبه ليخبو نجم مقاوم صنديد آخر کان يناضل منذ أکثر من ثلاثة عقود ضد النظام القمعي الاستبدادي الحاکم في إيران على أمل أن تبزغ شمس الحرية و العدالة على کل أرجاء إيران.
قصة هذا المقاوم الذي قضى عمره وهو يناضل ضد القمع و الاستبداد الديني، هي واحدة من قصص الکفاح و المقاومة الاسطورية من أجل التغيير في إيران، وهي تروي أيضا جانبا مأساويا من الحصار الظالم و اللاإنساني الذي تتفرضه حکومة نوري المالکي على مخيم ليبرتي إرضائا و تنفيذا للأوامر الواردة إليها من قبل أسيادها في طهران. في 5 شباط/ فبراير 2014 راجع المغفور له محمد بابايي المركز الصحي العراقي بسبب آلام في القفص الصدري و بعد فحصه والمعاينات الأولية شخص بأنه مصاب بـ (ايسكمي القلب)أي اقفار القلب، طالبا نقل المريض الى مستشفى في بغداد ومعالجته تحت اشراف طبيب متخصص ولكن وعلى الرغم من المتابعات المستمرة من قبل السكان، فلم يتم احالته الى المستشفى الا بعد مضي 42 يوما، وبالتحديد في يوم 17 مارس/آذار ثم وبعد الفحص من قبل الطبيب المتخصص تقرر أن يتم رقوده في المستشفى في بغداد يومي 31 مارس/آذار والأول من نيسان/أبريل لاستمرار المعالجة، ولكن في يوم 31 مارس/آذار منع رجال القمع التابعون لرئاسة الوزراء العراقية نقل محمد بابايي الى المستشفى بحجة واهية منها التذرع بأن عدد المرضى المحالين أکثر من اللازم وبعد الموعد أعلاه وبفضل متابعات عديدة تم تحديد موعد له في المستشفى ليوم 12 أيار/مايو لكنه مع الأسف تعرض للجلطة القلبية يوم 28 نيسان/أبريل وتم نقله مباشرة من قبل السكان الى المركز الصحي العراقي ولكن اجراءات المركز ولكونها محدودة جدا لم تكن ذات تأثير فتوفي بابايي في المركز. الوفاة المفاجئة لهذا المقاوم الذي نذر عمره من أجل التغيير و رؤية إيران حرة متنعمة بالعدالة الاجتماعية، تعتبر وصمة عار بجبين حکومة المالکي التي جعلت من نفسها مجرد آلة لتنفيذ مخططات و مشاريع النظام الايراني، ومن المؤکد بأن هذه الجريمة و جرائم قتل 18 آخرين من السکان، سوف لن تذهب هدرا و سيأتي اليوم الذي يدفع فيه کل مذنب و مقصر الثمن غاليا! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق