الخميس، 1 مايو 2014

لا لضرب السجينات الايرانيات

فلاح هادي الجنابي - الحوار المتمدن: يبدو أن موجة إضطهاد السجناء و قمعهم من قبل النظام الديني الاستبدادي القائم في إيران، قد إمتدت الى السجينات لتبدأ حملة تستهدف قمعهن و إرعابهن لغايات و أهداف تستهدف فرض سطوة و جبروت النظام عليهن حتى يضمن عدم بدور أية حالة رفض و مواجهة من قبلهن.
سوء الاوضاع الاقتصادية و المعيشية و إخفاق محاولات الرئيس روحاني لإنعاش الاقتصاد و فشل برامجه بهذا الاتجاه، له تأثير کبير جدا على غالبية الشعب الايراني الذين هم من الفقراء و المعوزين، وان حالة من السخط و الغضب و الغليان تسود بينهم تکاد أن تنتظر الشرارة المناسبة لتنفجر کالبرکان، ولأن للسجون في إيران ومنذ عهد الشاه و لحد الان تأثير کبير على الشارع(لوجود أعدادا هائلة في السجون)، ويوجد مايمکن تشبيهه بحالة جدلية من العلاقة بينهما، فإن النظام يتخوف کثيرا من أية حرکة في السجون، ولهذا نجده قد بادر سريعا الى معالجة الاوضاع في سجن إيفين بعد مداهمة قواته القمعية لعنبر السجناء السياسيين في هذا السجن، وقام بنقل رئيس مصلحة السجون الى منصب آخر في اوعز"وکإجراء إحترازي و وقائي"، لطرح قضية المداهمة في البرلمان و الايحاء بأن هناك لجنة تحقيقية ستتشکل للتحقيق فيما جرى يوم 17 نيسان الماضي بسجن إيفين، ومن هنا، فإن حالة التکتم و السرية و الغموض التي أحاطت بهجوم قمعي قامت به قوات من النظام على العنبر رقم واحد من سجن النساء في مدينة(شهر ري)، له علاقة قوية بهذا السياق.
التعرض للسجينات الايرانيات و من خلال شن هجوم عليهن بالهراوات و العصي الکهربائية و الاحزمة العسکرية، تطور جديد في الاوضاع المتعلقة بسجون إيران في ظل النظام الديني الحاکم، ويؤکد تصميم هذا النظام على المضي قدما في سياسة الامعان بإنتهاکات حقوق الانسان و التضييق على مختلف اوساط الشعب الايراني حتى السجناء و السجينات منهم، وان وجود حکومة تدعي الاصلاح و الاعتدال لا تؤثر بالمرة على التوجهات القمعية للنظام الديني، بل وان روحاني و عوضا أن يبذل جهوده من أجل الحد من تصاعد الاعدامات و حالات إنتهاك حقوق الانسان في بلده، فإنه قد برر قبل أيام تصاعد الاعدامات بقوله انها تنفيذ لشريعة الله، أي أن الرئيس الاصلاحي عاد لکي يعلق کل مبررات و مسوغات تنفيذ الاعدامات، على شماعة الدين!
الواجب الانساني و الاخلاقي يدعو للوقوف بوجه التعرض للسجينات و السجناء بشکل خاص، وإيقاف تزايد إنتهاکات حقوق الانسان في إيران و التضييق على الحريات بشکل عام، مطلب عاجل يدعو للتحرك، وان أفضل أرضية بهذا الخصوص، هو دعوة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية لإحالة ملف حقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي، لأنه ليس هناك من أي أمل بأن يقوم هذا النظام بالکف عن إنتهاکات حقوق الانسان.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق