السبت، 21 ديسمبر 2013

الثعبان عاد لنفث سمومه

الگاردينيا - علاء کامل شبيب: مرة أخرى يعود الملف السوري بکل تعقيداته الى الواجهة و يلقي من جديد بظلاله على المنطقة و العالم، ويأتي تصدر الملف السوري للأنباء و عودة الحيوية إليه بعد أن تم إبرام إتفاق جنيف بين مجموعة خمسة زائد واحد و بين النظام الايراني والذي أعطى من جديد متنفسا للأخير بعد أن کاد أن يختنق من جراء مشاکله و ازماته العويصة.
النظام السوري و منذ توقيع تلك الاتفاقية تحقق قواته تقدما على الارض ضد المعارضة السورية، وآخرها کان تقدما نحو إستعادة مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، کذلك قامت طائراته أيضا بعمليات قصف جوي عنيف على عدة نقاط يتمرکز فيها الثوار السوريين، ويتزامن هذا التقدم مع تحرکين دوليين ملفتين للنظر هما:
ـ بدأت روسيا مايمکن تسميته بحملة مضادة في مجلس الامن الدولي من أجل تغيير الرواية حول إستخدام الاسلحة الکيمياوية في سوريا حيث قال ديبلوماسي غربي بهذا الخصوص إن روسيا تستند إلى تقرير المحقق الدولي آيكي سلستروم الذي قدم أدلة على «تعرض مدنيين وجنود (في الجيش السوري) لهجمات كيماوية.»، وهو مايعني العودة الى إضفاء الضبابية على القصف الکيمياوي الذي قام به النظام وجعل القضية مشکوکا فيه بين النظام و المعارضة.
ـ شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على «ضرورة التوصل الى وقف لإطلاق النار في سورية قبل انطلاق الحوار السياسي في جنيف» في ٢٢ كانون الثاني (يناير) المقبل.
هذان التحرکان الدوليان وعندما نتمعن فيهما نجدهما يخدمان مصلحة النظام السوري في ظاهرهما و مصالح النظام الايراني على المدى البعيد و الاستراتيجي، خصوصا بعد أن شهدت الاسابيع المنصرمة إنتشار أنباء و تقارير تؤکد على أن النظام السوري قد قام بإستخدام الاسلحة الکيمياوية ضد معارضيه.
التحرکان الدوليان الآنفان، يقف النظام الايراني خلفهما بکل قوته وانه يدفع بقوة المصالح المادية أطرافا دولية(ولاسيما الروس)لکي يقطعوا الطريق على أية محاولات تکون آخر محطة لها في طهران، لکننا يجب أن نشير أيضا الى نجاحات أخرى للنظام الايراني على صعيد الجبهة السورية تتمثل في أجواء الاختلاف و المشاحنات و المواجهات الجانبية بين أطراف و فصائل الثورة السورية من جانب و بين التيارات الاسلامية المتشددة من جانب آخر، هذه التيارات التي ضخها النظام الايراني ضخا الى الساحة السورية و زرعها کأورام سرطانية في جسد الثورة السورية من أجل إنقاذ النظام و إبعاد النار و الخطر عن نفسه، والذي يستوجب التوقف هنا هو أن هذا النظام بعد أن ضمن التخلص من الضغوطات الدولية القوية المباشرة الى حين، عاد مجددا کالثعبان النشيط لينفث سمومه الفتاکة يمنة و يسرة وقد وضع سوريا على رأس اولوياته لأن النظام فيها مترنح و مشرف على السقوط وهو يريد أن يضمن قبل السقوط الکثير من الامور لأجل إعتبارات سياسية و أمنية بعيدة المدى.
جلوس المجتمع الدولي مع النظام الايراني المعروف بمراوغته و خداعه و تفننه في الالتفاف على الاتفاقات الدولية و التنصل منها کما فعل في الاتفاق الخاص الذي أبرمته مع کل من بريطانيا و فرنسا و ألمانيا في عام 2004، لم يفي النظام الايراني بتعهداته فيه، ومن المفيد هنا أن نعيد الى الاذهان التحذيرات المستمرة للمقاومة الايرانية من عدم جدوى الجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام الايراني وانه مجرد مضيعة للوقت في الوقت الذي يستغله النظام الايراني الى أبعد حد و يستفيد من الثغرات الموجودة فيه من أجل تنفيذ مخططاته و مآربه السوداء المشبوهة و التي تؤثر سلبا على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة بوجه خاص، واننا نجد أن المقصر الاساسي الذي ساهم في عودة هذا الثعبان الذي کان منهکا و قواه خائرة الى النشاط و نفث السموم مجددا انما المجتمع الدولي الذي يبدو انه لايعرف أن الافعى لاتمسك من ذيلها وانما من رأسها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق