الجمعة، 6 ديسمبر 2013

الزيارة القادمة ستکون إستدعائا!

صوت كوردستان - سهى مازن القيسي: الزيارة الحالية التي يقوم بها رئيس الوزراء نوري المالکي لطهران و التي تستغرق يومين، زيارة خاصة تأتي على أعقاب الزيارة الفاشلة للمالکي الى واشنطن و التي لم تحقق أي من الاهداف المرجوة لها.
الاستقبال الذي حظي به المالکي في مطار مهراباد لم يکن بمستوى منصبه إذ استقبله وزير الطاقة، وهو مايعتبر نوع من الامتهان و الاستهانة بالعراق و مکانته، ومن المؤکد بأن هذا الاستقبال الفاتر سيکون من شأنه أن يثير عاصفة اخرى من الغضب بوجه المالکي الذي أعطى کل شئ للنظام الايراني في مقابل مشاکل و أزمات و هموم يحصدها العراق يوميا من جراء هذه العلاقة غير المفيدة اساسا للعراق.
بحسب ماتؤکد مصادر للمعارضة الايرانية و اخرى محايدة، فإن للزيارة علاقة بمجموعة من الملفات الحساسة و الساخنة و على رأسها سعي المالکي للحصول على دعم النظام الايراني له بالترشح لولاية ثالثة و کذلك قضية المعارضين الايرانيين المتواجدين في مخيم ليبرتي و موضوع الرهائن السبعة المختطفين من الاول من أيلول/سبتمبر و إحتمال تسليمهم للنظام الايراني، بالاضافة الى أمور أخرى ذات الاهتمام المشترك.

زيارة المالکي التي تأتي في وقت يشهد فيه تراجعا سياسيا غير عاديا و حالة من الرفض و الکراهية من جانب مختلف الفرقاء السياسيين، هي زيارة من يطلب الغوث و العون و القوة بعد أن بدأ يفقد الکثير من قوته و توازنه السياسي خصوصا مع ظهور بوادر توافق داخلي عراقي و إقليمي و دولي على عدم السماح ببقائه لولاية ثالثة، ومن المؤمل و طبقا لما تؤکده مصادر المقاومة الايرانية، ان المالکي سيقدم الکثير من العروض المغرية للنظام الايراني على مختلف الاصعدة ولاسيما فيما يتعلق بالمعارضين الايرانيين في ليبرتي و عمله من أجل حسم أمرهم بالطريقة و الاسلوب الذي يرضي النظام الايراني، والمتوقع أن النظام الايراني سيتلقى العروض لکنه في نفس الوقت سيطرح عروضه الخاصة والتي سيقوم من خلالها بإضافة الکثير من التغييرات و التحويرات على عروض المالکي، مع شروط و مطالب جديدة تکبل المالکي تکبيلا ولاتبقي له ولو مجالا قليلا للمناورة و التحرك خارج إطار الدائرة التي ستحدد له من طهران.

المالکي الذي وهب الکثير للنظام الايراني مقابل بقائه في کرسي رئاسة الوزراة التي جعلها مجرد منصب يخضع لإرادة و مشيئة هذا النظام، لايبدو أن قضية دعمه من جانب النظام الايراني لولاية ثالثة بتلك السهولة و حتى لو وافق عليها النظام الايراني فإنه يضطر للتشاور مع الامريکيين و الفرقاء العراقيين و هذا لن يکون سهلا بطبيعة الحال، لکن لو إفترضنا انه قد حصل ذلك و نجح النظام الايراني في إبقائه لولاية ثالثة، فإن المالکي سيصبح بالفعل موظفا لدى النظام الايراني بدرجة رئيس وزراء وان زياراته القادمة ستکون على شکل إستدعائات يحددونها هم بأنفسهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق