الجمعة، 24 يناير 2014

عن الاصلاح و الاعتدال المزعوم في إيران

حسن روحاني-المقاومه الايرانيه
دنيا الوطن  - أمل علاوي: يبدو أن حديث الرئيس الجديد حسن روحاني بخصوص الاصلاح و الاعتدال و السعي لمنح المزيد من الحريات الانسانية شئ و مايجري على أرض الواقع بنفس الاتجاه شئ آخر يختلف تمام الاختلاف عن مايطلقه روحاني.
العقوبات الوحشية التي کانت تمارس في القرون الوسطى من قبيل الرجم و بتر أصابع اليد و وفقء العين و قطع الاذن، مشاهد تتکرر في إيران في ظل النظام الحاکم فيها، وخلال الايام الاخيرة شمل حکم الرجم إمرأتين في تبريز حيث تم دفنهما في التراب و إظهار رأسيهما فقط ومن ثم رجمهما بالحجارة متوسطة الحجم و بصورة مستمرة حتى الموت وهو أمر قد يستغرق ساعات طويلة تعاني من المرجومة من عذاب فظيع لايمکن وصفه أبدا، أما عامل سجين في طهران فقد حکم عليه بقطع الاذن و فقء العين، فيما صدر حکم بقطع أصابع اليد على 8 سجناء في مدن شيراز و ساري و عبادان، وعلى الرغم من قساوة و بربرية هذه الاحکام فإن اسد الله جعفري مساعد السلطة القضائية للنظام قد وصف"تنفيذ أحکام بتر الاطراف أنها واحدة من مفاخر النظام القضائي."، وأثنى المدعي العام في مدينة شيراز بتنفيذ أحکام بتر الاصابع في حين شدد مجلس صيانة الدستور مرة أخرى أن"القانون الجديد للعقوبات"لدى النظام الايراني في عام 2013، أکد على ضرورة عقوبة الرجم، کل هذا يأتي في وقت مازال روحاني ينفخ في قربة إصلاحه و إعتداله المثقوبة!

الاجواء المخملية التي يصورها روحاني للعالم بشأن اوضاع حقوق الانسان في ظل النظام الحالي، تدحضها وقائع و أرقام من داخل مؤسساته و مرافقه المختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد أدناه معلوماتا عن واقع السجون الايرانية الوخيمة:
ـ بحسب إعتراف رئيس هيئة السجون في النظام فإن الاستيعاب الرسمي لسجن قزل حصار هو 5000 سجين لکن هناك الان أکثر من 22000 سجين تم تکديسهم هناك بحيث ليس هناك متسع حتى للجلوس وان السجناء يتناوبون على الجلوس لأخذ الراحة، وطبعا فإن المرافق و دورة المياه في هکذا مکان مکتض يجب أن يکون معلوما و واضحا مدى قذارته.

ـ في سجن بندرعباس الذي يستوعب 400 سجين فهناك حوالي 4000 سجين محبوسون 300 منهم محكومون بالاعدام، السجناء محرومون من أبسط العنايات العلاجية. أقراص مسهلة ومتادون هي العلاج الموجود فقط. السجانون ورغم اشاعة مرض هباتيت الا أنهم لم يحركوا ساكنا للسيطرة على هذا المرض وانما يمتنعون عن تقديم العلاج اللازم للمصابين، انهم وبدلا من عزل المصابين يوزعونهم وعن عمد على الأقفاص الأخرى. التنفس في زنزانات السجن خاصة في فصل الحر أمر صعب . المياه ذو رائحة كريهة ونكهة کريهة وملوثة وحانوت السجن يبيع للسجناء مواد منتهية الصلاحية وبأسعار غالية. تلوث القفص بمياه المجاري ورائحة العفن وزيادة الحشرات الموذية تشكل جزءا من الظروف المأساوية لهذا السجن الظلامي. السجانون يبعدون السجناء السياسيين الى هذا السجن لتعذيبهم والتنكيل بهم. 

ـ سجن قرجك بمدينة ورامين المعروف لدى الشارع الايراني بسجن "كهريزك الثاني" وهذا السجن مخصص للنزيلات العاديات، النظام ومن أجل تصعيد الضغط على السجنيات السياسيات ينفيهن الى هذا السجن. هذا السجن مكون من سبع قاعات لاحتجاز 2000 سجينة وعشرات الأطفال دون عامين من العمر. بنايات القاعات قديمة جدا وتماثل مخزن بدوي. عصابات مافياوية فعالة داخل السجن وتوزع المخدرات جهارا و بسهولة بين السجينات المدمنات. 

ـ سجن "دستكرد" في اصفهان يستوعب 4000 سجين فقط، ولكن أكثر من 10 آلاف سجين يقبعون فيه بحيث أصبحت الممرات المنتهية الى المرافق الصحية مليئة بالسجناء من اثر ضيق المكان.
ـ سجن "وكيل آباد" في مدينة مشهد يقبع فيه أكثر من 25 ألف سجين. عدد المحكومين بالاعدام في السجن أكثر من 4000. النظام في عام 2013 أعدم السجناء في وجبات كبيرة وسرية.

ومن المفيد أن نذکر هنا بأنه و خلال العام الماضي قد تم تنفيذ 660 حکم إعدام کان ثلثان منهما من نصيب عهد الاصلاح المزعوم لروحاني، إضافة الى أن موجة القمع و التنکيل بالمواطنين قد إزدادت بشکل ملحوظ منذ مجئ روحاني للحکم، وبعد هذا کله يطرح سؤال حيوي جدا نفسه وهو: أليست دعوة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية المطالبة بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، ملحة و أکثر ضرورية؟ هل هناك أوضاع أکثر قسوة و مأساوية و إنتهاکا و خرقا لمبادئ و حقوق الانسان أکثر من هذه الجوانب القليلة التي اسردناها من واقع أليم أکبر بکثير من هذه الجوانب المحددة؟

اخبار ايران: عن الاصلاح و الاعتدال المزعوم في إيران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق