الثلاثاء، 15 يوليو 2014

المقاومة الايرانية في مستوى التحدي

undefinedوكالة سولاپرس -  علي ساجت الفتلاوي:  تمر بمنطقة الشرق الاوسط بشکل عام و بإيران بشکل خاص، ظروف حساسة جدا و بالغة الخطورة يجب التحسب و التحوط لها بدقة لأن عدم الدقة في التصدي لما يدور و بالتالي عدم إجراء التعامل المطلوب و المناسب معها، فمن شأن ذلك أن يکون له نتائج و تداعيات سلبية ليس على إيران لوحدها وانما المنطقة بأسرها.
خلال 34 عاما من عمر النظام الايراني، إنتهج سياسة خاصة تجاه دول و شعوب المنطقة إتسمت بروح التطرف و السياق العدواني، حيث إعتمد على تصدير التطرف الديني ببعده الطائفي مع الارهاب بمختلف صوره و مناهجه، وبذل مختلف الجهود من أجل زرع أحزاب و تنظيمات متطرفة تابعة له في دول الشرق الاوسط، ولأجل تنفيذ نهجه العدواني هذا، فإنه إعتمد على سياسة الحديد و النار تجاه شعبه و قام بتصفية و مطاردة و تهميش و إقصاء کل القوى و التيارات الوطنية الايرانية الرافضة لنهج الاستبداد و القمع، وقد کانت منظمة مجاهدي خلق(العمود الفقري و المکون الرئيسي في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية)، أکثر الاطراف و القوى السياسية الوطنية الايرانية التي تعرضت للقمع و الاقصاء من جانب النظام لأنها کانت القوة الرئيسية الشعبية الاولى في إيران التي أعلنت رفضها القاطع و الصريح لنظام ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا للدکتاتورية الملکية ولکن بغطاء و محتوى ديني متطرف. هذا الموقف الذي لم يتفهمه الکثيرون في البداية و لم يعرفوا مدى بعد نظر المنظمة و إستشفافها للمستقبل، إتضح الان وبعد أکثر من ثلاثة عقود، مدى عقلانية و صواب هذا الموقف و کونه جرس الانذار الاول الذي قرعته المنظمة لدول و شعوب المنطقة من خطر هذا النظام و تهديده للأمن و الاستقرار فيها، وقد عملت المنظمة ومنذ أن إحتدم الصراع و المواجهة بينها و بين النظام الديني المتطرف الى العمل من أجل إيجاد آلية ملائمة و مناسبة لمواجهة هذا النظام و مقاومته و إلحاق الهزيمة به کما فعلت مع نظام الشاه، ومن هنا فقد سعت من أجل تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي ضم بين صفوفه مختلف الاحزاب و الجماعات و الشخصيات الرافضة لهذا النظام، وقد أثبت المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کفائته و فعاليته و دوره المميز و الواضح في التصدي للنظام القمعي من جهة و في إرشاد و تنوير و توعية الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم من خطورة هذا النظام.
إلقاء نظرة سريعة على الاجتماع السنوي الاخير للمقاومة الايرانية في باريس في السابع و العشرين من حزيران الماضي، وماقد طرح فيه و تمخض عنه، يٶکد و بصورة لاتقبل الجدل ان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کان دائما في مستوى المسٶولية المناطة به من جانب الشعب الايراني و کذلك في مستوى التحدي في مواجهته لنظام ولاية الفقيه، وان وصول النظام الى الاوضاع الوخيمة الحالية، و حالة التخبط التي يعاني منها، تثبت مصداقية طروحات و رٶى المقاومة الايرانية بشأن وصول هذا النظام الى طريق مسدود وانه يعيش أيامه الاخيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق