الخميس، 10 أكتوبر 2013

جولة دعائية عراقية في ليبرتي للتغطية على الاخلاء القسري لـ3200 شخص من أشرف بيتهم الذي عاشوا فيه 26 عاما



حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 11 ايلول زار لييرتي وبدون اطلاع مسبق كل من جورج باكوس المستشار السياسي للمالكي وحقي وصادق محمد كاظم (من مسؤولي مجزرتين في أشرف) وجورجي باستين معاون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مع عدد من الدبلوماسيين والمراسلين في بغداد. وحاولت الحكومة العراقية من خلال هذا العرض الدعائي المثير للضحك أن تتستر على واقع مخيم ليبرتي الذي هو سجن حسب أي معيار كان وأن تغطي على الاخلاء القسري لـ 3200 من سكان أشرف وطردهم من مدينتهم وبيتهم الذي عاشوا فيه 26 عاما.


وتأتي هذه المحاولة  البائسة اليائسة رداً  على الكشف المروع الذي قام به مسؤول كبير في يونامي  عن التصرفات القمعية التي تمارسها الحكومة العراقية ضد سكان أشرف بالتعاون مع يونامي و كذلك تأتي ردا على صدور تقرير عن الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة الذي وصف ليبرتي بأنه سجن.

وجاء تنظيم هذه الجولة بشكل مفاجئ للسكان لكي يكشف أقل عدد منهم عن الحقائق على أرض الواقع . وعندما طلب عدد محدود من السكان من الدبلوماسيين أن يخصصوا وقتا للاستماع الى كلماتهم، فقال جورج باكوس ان الوقت قد انتهى وعلينا أن نغادر! كما وبأمر من صادق محمد كاظم وقفت سيارات الشرطة أمام عدد من السكان الذين قد تجمعوا في الشارع وفي طريق خروج الوفد الزائر لحجب رؤية الدبلوماسيين أثناء خروجهم. 

السكان وخلال الفرص القليلة التي تمكنوا من التكلم بالوفد أكدوا أن المعايير الانسانية وحقوق الانسان تنتهك منذ 7 أشهر بشكل ممنهج في ليبرتي. حرية التنقل والوصول الى المحامي غير موجود وأن المحامين والعوائل والبرلمانيين وناشطي حقوق الانسان والمراسلين ممنوع دخولهم الى ليبرتي. 

التحسين الطفيف الحاصل خلال هذه المدة في الحالة الانسانية للمخيم جاء نتيجة حصراً لجهد ونفقات خاصة صرفها السكان. وعلى سبيل المثال فانهم صرفوا حوالي 6 ملايين دولار لتشغيل منظومة الماء وتأمين وقود ليبرتي والفواتير كلها موجودة.
انهم أكدوا أيضا ان العراق وعمليا فقد سلب حقنا في التملك ولا يسمح لنقل ممتلكاتنا من أشرف الى ليبرتي وكذلك لا يسمح أن نبيعها بحرية. فهناك تاجر منتحل تابع للأجهزة الأمنية مسموح له بالذهاب الى أشرف لكي يجمد حصراً ممتلكات وأموال السكان ومنع بيعها.   

الحكومة العراقية تمنع نقل سيارات صالون والعجلات الخدمية ورافعات شوكية والمعدات الطبية وحتى الدراجات الهوائية والمولدات الكهربائية للسكان من أشرف الى ليبرتي فيما هذه الحالات حاجات ضرورية وماسة للحياة اليومية للسكان وأن جميعها عائدة للسكان ومستمسكاتها موجودة. فمنع نقل مولدات ذات سعة 1.5 ميغاواط للسكان تسبب في أن لا يكون هناك ضمان لكهرباء ليبرتي من جهة وزيادة تكلفة الوقود نظرا الى استهلاك المولدات الحالية الى عدة أضعاف من جهة أخرى. كما ان المعدات والمستلزمات الطبية خاصة ونظرا الى أن أكثر من 1100 من السكان هم مجروحون من الهجمات الاجرامية التي شنتها القوات العراقية فأمر حيوي جدا.
كما تمنع الحكومة العراقية حتى توريد الأزهار والورود والشتلات التي يزيد ارتفاعها من 10-15 سم ولا تسمح للسكان بعمل طرق اسفلتة أو اسمنتية في حين يعتبر ذلك حاجة ضرورية للغاية للمعوقين. 

السيد باستين معاون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة قال لسكان ليبرتي ان الوفد اليوم هو وفد تقصي الحقائق ولديكم فرصة لمدة 20 دقيقة لتتكلموا معهم. وقال السكان ان هذا الأمر أمر يستهتر لمفهوم دولي معروف. وان كان الوفد وفدا لتقصي الحقائق ما هو الطرف الذي كلفه وما هو تركيبه؟ ماهو برنامجه وما هو موضوع تحقيقه؟ وان كان الوفد وفدا لتقصي الحقائق يجب أن يستمع الى الضحايا أي سكان ليبرتي الذين هم مشمولون لنقل قسري وأن يزور أشرف بيتهم الذي عاشوا فيه 26 عاماً وأن يروا عن كثب تدني حياتم نتيجة انتقالهم من أشرف الى ليبرتي وأن يكون الوفد حرا في زيارة ليبرتي دون اشراف الحكومة العراقية وأن يتحدث على مهل وفرصة كافية وبدون أي قيد مع أي شخص يريد التحدث معه. 

كما أكد السكان انه لو لم يكن ليبرتي سجناً في واقع الأمر فعلى الأمم المتحدة أن تعلنه بمثابة مخيم للاجئين مع أبواب مفتوحة وأن يسمح لنقل ممتلكات السكان خاصة المولدات والمعدات الطبية وسيارات صالون والعجلات الخد‌مية ورافعات شوكية الى ليبرتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق